
عبد اللطيف أفلا
خوف، وترقب وانتكاسات نفسية وقلق، ومرضى وضحايا وحجر صحي وحالات طوارئ عبر العالم، كل البشرية تحت سلطة كورونا المقيت، الذي أصاب وأمات وحضر تجوالنا، ونسأل الله سبحانه أن يشفي المرضى ويرحم الموتى ويرفع عنا هذا الوباء عاجلا لا آجلا.
وبالرغم من هذا القلق العالمي، فإن ثمة سرورا يوازيه في نفس كل إنسان في العالم باختلاف الديانات والانتماءات العرقية والمدارك المعرفية العامية والعلمية، وكون الفترة هي أفضل مرحلة للمواساة وصلة الرحم ولو بالسلام، فإن اعتماد الهاتف سبيل لقي إقبالا فائقا للتحية والسؤال والتعرف على الحياة الجديدة للأفراد عبر العالم، ونحن بدورنا اعتمدنا تلك الوسيلة التواصلية لأجل تغيير وجهة نظرنا الموحدة نحو وجهة أخرى تجعل من حجر كرورنا عطلة نفسية وفكرية تأملية نرى من خلالها الأشياء الجميلة فقط ، وقمنا باستقصاء داخل وخارج المغرب، فجئناكم بقول من يشكرون فيروس كرونا. كما لكم أنتم أيضا شكركم الخاص له.
غيثة ربولي – مديرة بيت الذاكرة -المملكة المغربية
“صدقا أنا مدينة لكورونا بالكثير، كونه دعوة لليقظة في معرفة الذات، دعوة إلى الحب بمختلف تجلياته، حب الله أولا، حب الروح والذات وحب الآخر.
كورونا أيقظ الراكد في ذاتي للرجوع إلى طبيعتي الإنسانية وبعدها الروحي والذاتي، طرد كل المخاوف التي لازمتني طويلا، الحدث ولّد في نفسي الحنين إلى دفء البيت، أترقب أركانه، أتفقد كتبا ظلت حبيسة رف خزانتي المتواضعة لأجدني أسترسل في قراءة كتاب _le pouvoir du moment présent وكتاب Survivre aux crises، وما قراءتي هاته إلا ملامسة للحدث عن قرب لأحوله دفعة لمساءلة الحاضر والتعايش مع أزمة كورونا والتفكير كيف سيصبح العالم بعد كورونا كأفراد وجماعات؟ على العموم فأنا متفائلة بمستقبل الإنسانية شكرا كورونا مرة أخرى ”
عبد الباسط أبو سيف /مسؤول حكومي ورجل أعمال/ الإمارات العربية المتحدة
“صراحة الكل يلعن هذا الفايروس، لكن المتدبر سيشكره لأنه أعاد ترتيب الأوراق وموازين القوى في العالم، غير البوصلة للقيادات والشعوب، وساهم في إعادة تنظيم الأولويات لدى البشر، وعرَّف أصحاب المقامات قدرهم، صحح نظرتنا للأشياء، وغير وجهة بصرنا إلى الأشياء الأساسية، وهي الصحة والعافية، واليوم هذا الفايروس يفتح عيوننا جاحظة على العافية والتي لا تساوم ولا تقاس بك، ولا تُناظر أبدا أبدا ولو بكل كنوز الأرض”
كريم تاجواوت / منتج وسيناريست ومخرج أفلام قصيرة / المملكة المغربية
“بفضل كورونا أصبح داخل بيتي وكأنني في مستشفى وسط الطبيعة، أنام دون ضجيج السيارات وأبواقها، كما أنني أحس باستنشاق هواء نقي خفيف قليل التلوث.
بالنسبة للعمل، وكوني أشتغل حرا، وطالما أنني ماكث في البيت فإنني وجدت نفسي أستمتع ولأول مرة بشرفة البيت –البلكونة- أقعد فيها لساعات اقرأ كتبا وأوسع مداركي ومعارفي، كوني وجدت الوقت الكافي الذي لم أكن لأحصل عليه لولا كورونا، كونه حقيقة استراحة بالنسبة، وفرصة حقيقة لإكمال كل الأعمال غير المكتملة، حيث أنني سبق وألفت العديد من التصورات السينمائية دون أن أتمكن من إكمالها، واليوم هذا الفايروس فرصة لإكمال أفكاري وإبداعاتي.
وعند المساء أقرأ رواية كاملة ثم أنهي نهاري بالتفرج على شريط سينمائي.
شيء آخر وجميل ورائع، كورونا خلق تواصل كان منقطعا لسنوات، حيث أنني من مدينة وجدة وبحكم مساري المهني وطريقي الذي اخترته في الحياة أعيش في الدار البيضاء، ولثمان سنوات لم أتواصل مع أصدقائي القدامى منذ أيام الدراسة في الباكالوريا وكذلك أصدقاء الحي والجيران، ومنهم من يوجد في أوروبا، ولأجل ذلك أحدثنا مجموعة على الفايس بوك لنتواصل، وبشكل يومي لملأ الفراغ الذي كان فضله كبير بإحيائه العلاقة والتواصل، والأجمل أننا كما ولو أننا عدنا للماضي بنفس الشقاوة ونفس الأُلْف، نتمازح ونمرح ذكورا وإناثا، ولو أن بيننا من تزوج وله أبناء، وكيف لي لا أشكر كورونا على هذا الجميل ”
مبروكة علي سليمان – مدربة تنمية ذاتية / ليبيا
“أن تقول شكرا كورونا صعب وغريب للوهلة الأولى، كون لبيبا لا تزال تعيش حربا طاحنة بين قوات الجيش الليبي ومجموعة من الملشيات المدعومة خارجيا، ناهيك عن أن فيها اليوم حكومتان، و حكومة الشرق هي التي تبسط سيطرتها على 95 بالمائة من التراب الليبي، وتغلق الحدود على الوافدين بإخضاعهم لحجر صحي على الحدود مع مصر ل 17 يوما، ورغم أنه ليس في ليبيا إلا 48 حالة، وحالة وفاة واحدة، فإن شكري لكوفيد 19 ينطلق من كونه علم من لم يكن يعمل شيم وقيم التضامن والوحدة والتكافل لمواجهة الأزمة أكثر من محنة الحرب، شخصيا أشكر كورونا لأنه أشعرني بسرور داخلي بتكافلنا جميعا، كلنا هنا في قريتنا التي تبعد بسافة 850 كلم عن ليبيا ولم تسجل أية حالة، نعمل يدا في يد للتبرع بالمال واقتناء المعقمات وإعطائها للأهالي، شيء آخر يعود فيه الفضل لكورونا، وهو أنني قد وجدت أخيرا الوقت الكافي لإعداد حقائب تدريبية، وذلك كوني مدربة تنمية ذاتية وكوتش محاضرة، لذلك هاته الفترة هي استراحة لتجديد الأفكار لدي وإعداد العديد من المحاضرات المتميزة والتي ستميزني أكثر مباشرة بعد زوال هذا الوباء بإذن الله تعالى”
محمد نوري /منتج سينمائي / المملكة المغربية:
” كرورنا تجمعنا .. أشكر كورونا لأنه جعل الإخوة في البيت يتصالحون، وجعل مدمني ألعاب الحظ يتوقفون عن هوسهم، كما أنه فرصة ليقلع المدمنون على الخمور بعد إغلاق الحانات. ومن جهة أخرى أشكر كروونا لأنه يعتبر مثل الفترة الاستدراكية بالنسبة للطلاب والتلاميذ، والأروع أن الإباء والأولياء الذي كانوا يكلفون من يدعم تدريس أبنائهم، سيقومون هم بأنفسهم بذلك، ومن ثمة الاقتراب من مستوى فكر وذكاء أبنائهم.
أشكر كورنا كذلك لأنه أوقف العديد من الحروب عبر العالم.. كورونا تجمعنا”
فوزية خطابي / صحفية / المملكة المغربية
“طبعا لا أحد في العالم يرى كورونا بلون غير الأسود، لكن إن علي شكره، فلأنه جعلني أفكر في عدة أشياء في حياتي والتي لم تكن كما يجب، أشكر كورونا لأنه غير في مواقف وقرارات، فمثلا كنت في السابق أُسَوف العديد من الاختيارات والأشياء، لكني بفضل كورونا وإن شاء الله بعد خلاصنا منه، لن أماطل أو أتأخر، إذا قررت السفر سأفعل، إذا قررت إسعاد نفسي لن أنتظر، سأعتني بسعادتي وراحتي أكثر من ذي قبل، وسأعيش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتي.”
أسماء بنعنان –تقنية مونتاج / المملكة المغربية
“وإن أُصبت في البدء بنوع من الخوف والهلع وبكيت كثيرا، فإنني شيئا فشيئا تعايشت مع الوضع الجديد، وأكثر أنني وجدت سعادة وملهى سرور بكورونا ، حيث أن هذا الفيروس وسع مساحة العطاء عندي. فإضافة إلى قطتي سموكي، فقد قررت واخترت التكفل بكل قطط الحي الذي أسكنه، وكوني أنا من تتكفل بشراء مستلزمات البيت في هذه الفترة، وكذلك بشراء طعام القطط بكثرة، فإني أخرج يوميا لأطعم القطط المسكينة والتي سيموت كثير منها بسبب إغلاق المطاعم والأسواق وغيرها من أماكن الحركة والنشاط البشري التي فُرض عليها الحجر والتجوال مؤخرا..
سعادتي اليوم وسط أسرتي وأخوتي لا توصف، لكن فايروس كورونا منحني سعادة ثانية بإطعام عشرات القطط يوميا، لأنني بفضل هذا الفايروس أدركت واستشعرت روعة امتداد العطاء، وبالمناسبة أدعو المواطنين أن يفكروا في حيوانات الشوارع كذلك مثلي.”
فيكتورا بارونتي – مسؤولة إعلامية – قناة أورو سبورت / فرنسا
“صراحة لا أحد سيشكر كوفيد 19 قبل أن يفكر، ولكن إذا أخذ الإنسان فترة تفكير عميق لمغزى سؤال:
على ماذا ستشكر كورونا؟ طبعا سيجد العديد من الإيجابيات التي تستوجب أن يقف أمام هذا الفايروس وتحديدا الحجر الصحي الذي أعاد كل العالم لمهده ومنشئه وطفولته كذلك، وبالنسبة لي فأنا أيضا أخذت زمنا لأجيبك، وفعلا وجدت في كورونا خيرا كونه جعلني أعيش ووالدتي تحت سقف واحد ليل نهار بعيدا عن دوامة العمل الصحفي والإداري، وهو ما جعلني وكأنني أحييت طفولتي وأنا بالقرب منها خلال فترة الحجر الصحي هاته بفرنسا.”
التاقي عبد الحق / إيطاليا
دون أي تفكير او استغراب من سؤالك، فإنني قسما أحمد الله على هذا الوباء، فبالرغم من العزلة والبعد عن الأصدقاء والأحبة، وخاصة أخي حسن الذي يعمل ويعيش بدوره في إيطاليا، فإني أشكر كوفيد 19 كونه، هيأ لي خلوة للتقرب أكثر من الله تعالى، في السابق كنت أقرأ القرآن بانتظام وبشكل قليل او متوسط، لكنني اليوم أقرأ اكثر من حزب يوميا، وأصوم الإثنين والخميس وأيام البيض سأصومها كذلك، وأصلي جماعة مع زوجتي.. وهذا طبعا عطاء من الله تعالى لكل متدبر ومسلم يؤمن روحا وجسدا، ويؤمن بالقدر خيره وشره، فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وبالمناسبة أسأل الله تعالى أن يرحمنا جميعا، ويحفظ المغاربة قاطبة”
تيرنو محمد ضيوف حسن عمر / جمهورية الشتاد
“نحن في التشاد لا نعاني الكثير من ضحايا كورونا لا تتجاوز 24 حالة، ونحمد الله كثيرا على ذلك، وبالرغم من ذلك، فهناك شيء من القلق والخوف أصاب الأهالي طبعا، لكن انا شخصيا أشكر هذ الفايروس لأن جاء يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، أغلق بيوت الدعاوة والحانات، وأوقف الكثير من العادات السيئة، وأجبر السكان كلهم على تقوية إيمانهم، فكان سبب عودتنا للحق تعالي، والتضرع إليه، والصلاة والذكر والاستغفار، وعرفنا بقدرة الله عز وجل، وعرفنا بعمق على سيرة النبي ووصاياه في النظافة والطهارة عليه الصلاة والسلام، وقرب الناس من أهلهم وأولادهم حتى شعروا بحلاوة القرب منهم والبقاء معهم على مدار الساعة تحت سقف واحد، أشكر كورونا لأنه صحح العبادة، وقرب البعيدين عن الله من الله، وفرض علينا التسامح وصلة الرحم ولو بالسلام أي بوسائل التواصل الاجتماعي ”
عبد القادر فرحان / مفتش التعليم / المملكة المغربية
“شخصيا إن شكرت كورونا، سأشكره لأنه ساوى بين الغني والفقير، ليس في المال، ولكن ساوى بينها في العيش والحرية وفي الحيز المكاني، أي كل داخل بيته من خلال الحجر وحضر التجوال، ولا أحد من كلا الشخصين يتفوق على غيره، كورونا ساوى بينها في رجاء الله بهدف واحد هو الرحمة ورفع البلاء، ساوى بينهما في التطبيب، لأن المصاب بهذا الفايروس لا تسأله الأطقم الطبية عن الهوية ولا عن المنصب ولا عن الجاه والنسب، شكرا كورونا لأنه فيروس ديموقراطي بسط كل العباد في مستوى واحد. ”
محمد أفلا –أستاذ مدرس – المملكة المغربية
” أشكر كورونا لأنه أسقط التفاهات ورفع الأمور المهمة في الرتبة الصحيحة التي تليق بها، أشكر كورونا لأنه أظهر لنا أن تفاهات الكرة والغناء خابت وتوارت، بينما جعلت كل العالم ينحني للأطباء والمدرسين ورجال الأمن والجيش، أتمنى أن يعيد العالم حساباته بعد كورونا ويعطي القيمة لهؤلاء اليوم البعيدين عن أسرهم خدمة لنا، وأن يصحح الانسان نظرته واهتمامات الخاطئة للتفاهات”
عزيز ياسين / تقني مونتاج – المملكة المغربية
“أشكر كورونا لأنني ولأول مرة في حياتي أخرج للتبضع واقتناء مستلزمات البيت بشكل مستمر، وهذا شيء أعجبني، أشكر كورونا أيضا لأنه منحني وقتا كافيا لترتيب العديد من حاجياتي الشخصية وأغراضي الخاصة كذلك.. وأشكر كورونا طبعا لأنه جعلنا جميعا نتوقف عن تتبع تفاهة مواقع التواصل الاجتماعي والبوز الفارغ، وأصبح الكل يتتبع الأخبار المفيدة، أخبار وجهود العلماء والأطباء لإنقاذ العالم، يتتبع السير وقصص الأنبياء والأدعية والأذكار، وهذا هو الشيء الأروع في هذا الفيروس بالنسبة لي.”
شاب مستهتر من بلد ؟؟!!
“أنا اليوم سأحقق حلمي القديم لما كنت طفلا، سيصبح لي عالم لوحدي فقط، سيكون لي بحر لوحدي وسأذهب إليه خلسة وأركض فيه وأصرخ فيه بأعلى صوت، وأسبح فيه لوحدي، أشكر كورونا لأنني سأعيش مغامرة المطاردة مع رجال الأمن حتى لو انتهت باعتقالي ودخولي السجن، المهم أنني سأمشي وحيدا في الشوارع وأقتعد الحدائق لوحدي، وكأن هذا العالم لي أنا لوحدي..، أنا صراحة بدأت هاته المغامرة وأقوم بتصوير نفسي بالسيلفي، وعندما يتوقف هذا الوباء سيكون لدي أهم فيديو في الدنيا، شكرا كورونا لأني تمكنت من الاستمتاع بمغامرة الخروج رغم الحضر والحجر كما في أفلام هوليود.”
رضا عماو – صحفي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة/ المملكة المغربية
“جوابا على سؤالك، لماذا ستشكر كورونا، أجيبك لأني أدركت اليوم اكثر من ذي قبل دور العمل الصحفي في الأزمات، أشعر اليوم بالبطولة والأهمية في تعبُّئنا لنقل الأخبار على مدار الساعة، ومد الناس بالمعلومة في هذه الفترة الصعبة، نحن اليوم كإعلاميين مجندين من أجل رصد ونشر الأنباء، فنحن في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على قدم وساق، بعد إحداث خلية أزمة واشتغالنا صباح مساء، والتغطيات العاجلة، وفي الوقت الذي كل الناس في بيوتهم نحن في الشارع وفي كل الأماكن، وتمت إضافات نشرات إخبارية أخرى خدمة لانشغال الناس اليومي بالخبر ومن بينها نشرة استثنائية على الساعة الحادية عشر صباحا، وأخرى في الساعة الرابعة بعد الزوال، بمجموع سبع نشرات كل يوم، وهذا هو واجبنا المهني الذي ترصع بتهديدات كورونا، وطبعا مفخرة لنا كصحفيي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة”
عصام لغريس – أستاذ مدرس / المملكة المغربية
“كورونا بالنسبة لي مدرسة حسن التدبير.
..قبل أن يبدأ الحجر الصحي وحضر التجوال، وخوفا على سلامة ولدي فإنني كنت أتكفل بإيصاله إلى المدرسة بسيارتي الخاصة بدل عربة النقل المدرسي، وشيئا فشيئا وجد ابني انبساطا وأنا بصحبته صباحا إلى المؤسسة التعليمية، وبدوري ما كنت أجد صعوبة في ذلك، وبعدما نظمت وقتي لم أتأخر يوما عن عملي، والشيء الجميل هو أنني كنت أبدر مبلغا مهما فقط للنقل المدرسي إضافة إلى مستحقات التدريس كل شهر، وكان بإمكاني اقتصاد المبلغ، لكن لولا هذا الفايروس لما فكرت بهذه الطريقة اليوم و لما أدركت ذلك.. لذلك فشكري لكورونا شكر كبير.”
أوحميد إبراهيم / بريطانيا
“بداية شكرا للإعلام الهادف، وشكرا لهذا الموقع mcg24 الذي فكر بهذه الطريقة، هنا في بريطانيا الأمور تسير بشكل عادي رغم الخوف. أما بالنسبة لي فإني أحمد الله رب العالمين على جانب خفي جميل ومغطى بالجانب المرعب لكورونا، وأول شيء أخذته من هذه المرحلة أن الحياة لا تساوي شيء، حيث أننا كنّا في نعمة عظيمة ولم نشكر الله عز وجل عليها، كنا في نعمة الأمن والأمان ولم يكن لدينا خوف من الموت ولا المرض، وفجأة تغير كل شيء، وأحمد الله رب العالمين أنه رحمنا بهذا الفيروس، وأقسم بالله أنه رحمة وليس بلاء ولا مصيبة”
ناني زاكي / مواطنة مصرية مقيمة بإسبانيا
“للأسف هنا في إسبانيا حالات الوباء والوفاة تنتشر بسرعة كبيرة جدا، ويوميا تزداد بالآلاف، وكوني أنا هنا لوحدي مع أولادي الثلاثة صراحة أشعر بالخوف والرعب من مخاطر كوفيد 19 مثل أي شخص يعيش في إسبانيا، ورغم ذلك فشكر لكورونا جلي، كونه عرّفني بأشخاص حقيقيين و عرّفني بمن الصادق منهم، من يحبك ومن يتظاهر، ومن أجد نفسي مهمة في حياته، كما أنني تواصلي مع أهلي وأصدقائي في مصر زاد أكثر من ذي قبل، تواصل بشكل يومي دون ملل أو سأم، وهذا شيء فرّحني، كما ان كورونا منحني وقتا أكثر لأتفرغ للقيمة الاجتماعية والروابط والعلاقات، وأيضا لأقرأ كتبا بعدما لم أكن أقرأ في السابق بسبب العمل وضغوطات الحياة والاهتمام بالأولاد، وبخصوص الأولاد فإنني اليوم أجد الزمن الكافي لألعب معهم وأمرح معهم ربما لأول مرة بهذا الشكل في حياتي، كوني في ما مضى لم يكن يسعني الوقت لهم أكثر وذلك ارتباطا بطبيعة عملي المكثف والذي يأخذ من وقتي الكثير باستثناء يوم الأحد، وطبعا يوم واحد لم يكن يكفي لأي شيء، وهذا هو ضغط العمل في أوروبا. وأقول ختاما بأن هذه الفترة جعلتني أجالس نفسي وأعيد ترتيب العديد من الحسابات والأمور مع الأبناء والناس كذلك”
كل هؤلاء الشاكرين اليوم بقناعة واتعاظ، دون شك ستكون حياتهم مغايرة لما قبل كورنا بلفة 360 درجة، بعدما أبصروا حقائق واقع بعينهم الثالثة التي كانت مغمضة، فجاء هذا الفايروس فجعلها جاحظة.
كل هؤلاء الشاكرين، سيكونون أكثر قناعة واقتصادا وتدبيرا، سيكونون اكثر انبساطا واعتبار للأشياء البسيطة، وسيكون هرم القيم لديهم معافا ثابتا باتزان تام، وإذا نظرت بدورك عزيزي القارئ، حتما ستجد نفسك أحد هؤلاء.. قائلا كما قالوا: شكرا كورونا.. “