ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 17

 إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

ـ الفقيه محمد بنهيمة.. واحد من رجال الحركة الوطنية في مدينة أسفي عرف  بتميزه في إخلاصه لوطنه وحبه لعمله العلمي.. إلى جانب ما عرف عنه من خلق طيب ومعاشرة حسنة يدركها كل من كانت له به صلة في العمل أو المجال التعليمي.
والفقيه بنهيمة من مواليد أسفي عام 1922، تربى تربية إسلامية أهلته ليحتل مكانة مرموقة بين أقرانه، وبمدينة أسفي، تلقى العلوم العربية والشرعية على يد نخبة من علمائها من امثال الفقيه أحمد بن محمد العبدي الكانوني والفقيه إدريس بناصر، والفقيه مولاي عبد السلام بلحاج والفقيه علال بن حمو السكسيوي وغيرهم من العلماء الذين أفنوا زهرة أعمارهم لتقديم ماهو أجدى وأنفع لأبناء الأمة..
اشتغل مدرسا منذ 1949، وكان محبا ومتفانيا في عمله التعليمي، متعلقا به، ينفق أغلب وقته في البحث والدراسة بغية تقديم تعليم نافع.. يخدم الوطن ويحقق له الجودة في الأخذ والتلقي، وهي عملة نادرة قل وجودها في مجال تعليمنا اليوم، إن أمثال سيدي محمد بنهيمة قل نظيرهم، فلا نجد إلا من يسعى للحصول على الأجر آخر كل شهر دون أن يقدم المطلوب من العمل الجاد الصادق.. مما أثر على تعليمنا في مختلف الأسلاك من الابتدائي إلى العالي..
تعددت عطاءات هذا الرجل بما كان له من قوة وقدرة على التغلب على كل العراقيل التي تعيق تقدم وازدهار بلادنا.. وكان غالبا ما يدعو في خطبه إلى تكاثف الجهود ووحدة الصف والقضاء على الخلافات مصداقا لقول الله عز وجل: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا، إن الله مع الصابرين“. إلى جانب ما كان له من فضل في مجال التوعية الدينية وإصلاح المجتمع، ودفع الأخطار التي تواجه الأمة الإسلامية. كما كان له حضور قوي في مجال الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان، وتقوية ودعم الديمقراطية في المغرب، والقضاء على البطالة وإصلاح التعليم وغير ذلك كثير.
ومثل هذا الرصيد من التوجيه، أكسب الرجل مكانة محترمة بين أهل أسفي، فكان بحق صورة متكاملة الأوصاف لرجل تفانى في حب مدينته ووطنه، فأين نحن من أمثال هؤلاء الرجال الذين بصموا بوجودهم وسعيهم لخير البلاد والعباد ما يمكن أن يثلج الصدر ويشفي الغليل. ويعلم الله كم لقي هذا الرجل من عذاب وآلام بعد أن طالته يد القمع والبطش الاستعماري، فاعتقل وعذب وسجن.
توفي رحمة الله بأسفي يوم 03 مارس 1997 ودفن بمقبرة  ” بوديس” خارج أسوار المدينة..
من رجالات أسفي الذين تميزوا بأنفتهم وإبائهم، نذكر الأستاذ أحمد البوعناني الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة مدينته أسفي، ووطنه (المغرب)، والسيد البوعناني من مواليد 1924 بأسفي، تربى بين أحضان أسرة عريقة في المجد.. يقول عنها الأستاذ أحمد الصبيحي في كتابه ” باكورة الزبدة من تاريخ أسفي وعبدة”: “هؤلاء الشرفاء أدارسة أجلاء، ذكرهم غير واحد، والبعنانيين الموجودين في أسفي يعود تاريخهم إلى منتصف صفر عام 1145، وفيها أن الوالي الصالح مولاي يوسف غانم الرويني المدفون بدكالة، نجل الولي الكبير مولاي أبي عنان، وأن مولاي يوسف المذكور شريف النسب من ذرية فاطمة الزهراء، وأنه هو جد الشرفاء الملقبين” بروينة” وأن أولاد مولاي يوسف أربعة”…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض