مجتمع

إقليم آسفي.. النقل المدرسي، في صلب جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بالتمدرس

جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها سنة 2005، من تشجيع تمدرس الأطفال المنحدرين من أوساط معوزة، محورا رئيسيا للجهود التي تبذلها على الصعيد الوطني، كما هو الشأن بالنسبة لإقليم آسفي، وذلك بمراهنتها على عصرنة وتعزيز البنيات التحتية والتجهيزات الموجهة لهذا الغرض، وكذا على النهوض بالنقل المدرسي وتطويره.

وركزت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في هذا الاتجاه، جهودها على تأهيل وتجهيز عدد من دور الطالب والطالبة على صعيد إقليم آسفي، فضلا عن الاهتمام الخاص بالتعليم الأولي، انطلاقا من الأهمية التي يكتسيها هذا المستوى التعليمي في بناء شخصية المتعلمين.

وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي التابع لعمالة الإقليم، فقد تم القيام، على صعيد إقليم آسفي، بتأهيل وإحداث 180 وحدة للتعليم الأولي (2019-2021).

وقد أبانت هذه المجهودات، منذ السنوات الأولى، عن نجاعتها وفعاليتها، مما جعل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال سلسلة من الأعمال، والمشاريع والبرامج، فاعلا لا محيد عنه في مجال محاربة الهدر المدرسي، والنهوض بالتربية والتكوين، وسط الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة.

وهكذا، وفي إطار برنامج “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، وتنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة تشجيع التمدرس، باعتباره أداة ضرورية لتعزيز القدرات، استفاد إقليم آسفي، برسم سنة 2019-2020، من مشروع طموح في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يتعلق باقتناء 15 حافلة صغيرة للنقل المدرسي، لفائدة الجماعات الترابية التابعة لهذا الحيز من التراب الوطني.

ويروم هذا المشروع، الموجه للأطفال المتمدرسين بالعالم القروي، تسهيل ولوج الأشخاص المستهدفين إلى المؤسسات التعليمية بالمناطق القروية، ومحاربة الهدر المدرسي، وتشجيع التمدرس والنهوض به.

وقدرت التكلفة الإجمالية لهذا المشروع ب7 ملايين و473 ألف درهم، منها 6 ملايين و250 ألف درهم عبارة عن مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و1 مليون و223 ألف درهم تتحملها الجماعات الترابية المستهدفة، موجهة لتدبير وصيانة هذه الحظيرة من حافلات النقل المدرسي.

ومكنت زيارة لفريق من قناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، للجماعة القروية سيدي التيجي (إقليم آسفي) من معاينة عن كثب أهمية النقل المدرسي بالنسبة لأطفال هذه الجماعة، من حيث الحد من المعاناة المرتبطة بالتنقلات اليومية، انطلاقا من أماكن إقامتهم إلى غاية مدارسهم.

وقال رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بالثانوية الإعدادية “البحتري” بسيدي التيجي، السيد المصطفى بلمعلم، في تصريح للقناة، إن النقل المدرسي يبقى مشروعا حيويا، بعدما كان قد انطلق سنة 2012، بتراب الجماعة، والذي كان له وقع إيجابي على مختلف الأصعدة، وخاصة محاربة التسرب المدرسي، الذي تقلص بشكل ملموس.

وأضاف أن النقل المدرسي مكن أيضا من ضمان سلامة الأطفال الممدرسين والتقليص من تكلفة النقل التي تتحملها أسرهم وأولياؤهم، مبرزا أن حظيرة حافلات النقل المدرسي كانت قد انطلقت بحافلتين، لتصل حاليا إلى 7 حافلات تؤمن نقل، وبشكل يومي، 500 تلميذ من مختلف المناطق التابعة لهذه الجماعة.

وتابع السيد بلمعلم أن “هذا الأسطول يؤمن أيضا نقل التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالثانوية التأهيلية (المتنبي) بجماعة ثلاثاء بوكدرة، وكذا تلاميذ التعليم الأولي والابتدائي”.

وأبرز، بالمناسبة ذاتها، الدور الهام الذي تضطلع به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإنجاح هذا المشروع، وتمكين التلاميذ بالوسط القروي من متابعة دراستهم وتكوينهم في ظروف جيدة.

وأكد أن “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منحت العديد من الفرص للتلاميذ من أجل متابعة دراستهم في ظروف جيدة، بعدما كان عدد قليل من تلاميذ العالم القروي يصلون إلى سلك البكالوريا، خاصة أولئك الذين ينحدرون من الجماعة، لكن مع المبادرة تحسنت الأوضاع بشكل ملموس”.

وأعرب السيد بلمعلم عن ارتياحه، إذ “مع النقل المدرسي، هذا الورش الضخم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نعيش أفضل اللحظات”، معربا عن عميق امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الاهتمام الخاص، الذي ما فتئ يوليه جلالته للتعليم والتربية بالعالم القروي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض