ثقافةفيديو

“رحيق العمر” سيرة ذاتية للدكتور عباس الجراري

 إعداد : ذ. منير البصكري الفيلالي

عرفت مؤخرا رحاب المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط ، لقاء علميا متميزا تمحور حول تقديم كتاب ” رحيق العمر، موجز سيرتي الذاتية والنشأة والمشروع ” الجزء الأول ، لعميد الأدب المغربي الأستاذ الدكتور عباس الجراري .. قدمت خلاله قراءات علمية رصينة تناولت حيثيات الكتاب بمقاربات متعددة تكشف عن عمق ثقافة المؤلف الواسعة وتجاربه الإنسانية المتعددة .وقد ساهم في هذه القراءة كل من الأساتذة الأجلاء ، الدكتورة نورة لغزاري والدكتور مصطفى الجوهري والدكتور محمد اليملاحي ، في حين قام بتسيير الجلسة العلمية الدكتور محمد احميدة بحضور المؤلف .
وعن هذا اللقاء يقول الأستاذ الدكتور عباس الجراري معربا عن سعادته بهذا اللقاء العلمي وهو يستمع لقراءة الأساتذة المشاركين ” إنه مشروع قائم منذ 1930 ونحن نحتفي بالذكرى التسعين لتأسيس النادي الجراري .. وبمناسبة هذه الذكرى ، قمنا بنشاط ثقافي نشرنا بموجبه نحو خمسة وعشرين كتابا من مختلف التخصصات ، بشراكة مجموعة من الزملاء الأكاديميين والجامعيين ، هو عمل نرجو أن يحظى بالقبول ..”
وهذا الإصدار المتميز ” رحيق العمر ” على حد تعبير الدكتور محمد احميدة ، يعتبر سيرة ذاتية ألح عليها كثير من المثقفين المغاربة لكي ترى النور ..
فالقارئ لكتاب ” رحيق العمر ” سيدرك ـ لا محالة ـ أن مؤلفه استطاع أن يؤكد علاوة على محتوياته الغنية والشفافة ، مرونة الكلمة العربية وقوتها في كيفية التعامل الشامل ، وطواعيتها للأداء ، وارتقائها بالتعبير لتعطي أحدث وأدق المعاني وأرقى وأعمق الأفكار . فهو ـ حفظه الله ـ طاقة ثابتة في التعبير الرصين . وقيمة هذا العمل ، تتجلى حين نعلم أن مؤلفه يتخذ من نفسه وعواطفه ووجدانه وفكره موضوعات أدبية وفكرية يعالج بها قضايا المجتمع والأمة . ويظهر إبداعه عندما ينقل العلاج من الذات إلى موضوع المجتمع .
وبذلك ، يرتقي المؤلف بأدبه وفكره ، وهو يدون سيرته الذاتية بأصالته وبصدق حسه وقوة معلوماته الشاملة .. تلك السيرة “التي تتأسس ـ حسب المؤلف ـ على التعريف الشخصي الذي أصبح اليوم مطلبا من كل فرد ، بدءا مما تتضمنه بطاقته الوطنية ، إلى ما يضطر للإضافة إليها من معلومات ، لمزيد من التعريف بنسبه في مشواره في الحياة . ”
والدكتور عباس الجراري ـ كما يعلم الجميع ـ أديب ومفكر من العيار الثقيل ، يظهر سموه الأدبي عندما يتعامل بموضوعية في كتاباته ، وذلك لما آتاه الله من سلامة الفطرة وصفاء الطبع وجودة السليقة . وهذا الفكر النير الصادق المخلص ، أكسبه العز والمجد .
فهذا الكتاب الذي يعتبر رحلة شاملة عن حياة عميد الأدب المغربي الأستاذ الدكتور عباس الجراري ، يدعونا جميعا إلى الوصول إلى نتيجة إيجابية عن ذلك الرعيل الأول الذي سار على طريق الخير ، فكانوا مشاعل على دروب الثقافة ، واستطاعوا فعلا تحقيق حلم النجاح ، فأنتجوا أعمالا جليلة لا بد أن نستفيد منها كل الفائدة ، وندرسها لأبنائنا ليعرفوا قيمة وأهمية ما ينتجه أساتذتنا الأبرار الأجلاء الذين قشعوا السحب الداكنة ، وقضوا على جمود وركود الحياة ، فكونوا النجاح ، وأصبحوا البناة الأقوياء ، وخططوا لنا لنكمل المسيرة بنفس الثوابت التي وضعوها ، فكانوا ـ كما أشرت سلفا ـ مشاعل الخير والنجاح .
وأستاذنا الدكتور عباس الجراري أديب موفور العطاء ، غزير الإنتاج ، فضلا عن إبداعه الشعري الذي يعد محصولا وفيرا من حصاد التأمل والنظر الثاقب والتأسي ..
فهو بحر جليل عميق يصعب سبر أغواره ، وهو الموسوعة العلمية الغنية بالعطاء العلمي المتجدد، يحلق بأدبه وفكره لإي أسمى آفاق الإبداع بعطاء ثر بالغ الجودة ، حافل بالمعاني لا تملك إلا الإعجاب به والتقدير له .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض