المذهب المالكي في المغربسلايدر

المذهب المالكي في المغرب.. مدرسة تربوية إصلاحية ساهمت في بناء الشخصية المغربية

الحلقة الأولى

إعداد : الدكتور منير البصكري ـ أسفي

ما أزال أذكر ما قاله المرحوم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه في إحدى خطبه أثناء انعقاد دورة مجلس النواب لشهر أكتوبر 1970 ” نريد مغربا في أخلاقه وتصرفاته جسدا واحدا موحدا تجمعه اللغة والدين ووحدة المذهب . فديننا القرآن والإسلام ، ولغتنا لغة القرآن ، ومذهبنا مذهب الإمام مالك . ولم يقدم أجدادنا رحمة الله عليهم على التشبث بمذهب واحد عبثا أو رغبة في انتحال المذهب المالكي ، بل اعتبروا أن وحدة المذهب كذلك من مكونات وحدة الأسرة . ”
لا يخفى على أحد ، الدور الذي قام به المذهب المالكي فيما يتعلق ببناء الشخصية العربية الإسلامية عموما ، والشخصية المغربية على وجه الخصوص . فكان بذلك مدرسة قائمة بذاتها . ويعد الإمام مالك من أبرز الشخصيات العلمية التي أسهمت إسهاما كبيرا في خدمة الأمة الإسلامية من خلال مكانته المتميزة ووضوح معالم مدرسته التربوية والفكرية ، والآثار التي تركتها في المجتمع الإسلامي عامة .
ومعلوم أن مذهب الإمام مالك ، هو مذهب المغاربة ، إليهم ينسب ، وبمجهوداتهم قام وصار مذهبا عمليا وعلميا كبيرا بين مختلف المذاهب الأخرى . لذلك ، فمذهب الإمام مالك رحمه الله ، من المذاهب السنية التي تلقتها الأمة بالقبول والرضى .. أعجب به كثير من العلماءالذين رحلوا إلى الإمام مالك للأخذ والتلقي ، فأصبحوا فيما بعد خدمة المعرفة الشرعية من خلال ما أسسوا من مدارس عدة ساهمت في ترسيخ مفهوم اليسر واعتبار مصالح الخلق ضمن مقاصد الشرع . ومن ثمة ،كانت لهذه المدارس المالكية خصائصها العلمية والتربوية والمنهجية ، كما كانت لها أدوارها العلمية ضمن المذهب المالكي .
وقبل الحديث عن هذه المدارس ومكوناتها وأدوارها ، لا بد أن نعرف بالإمام مالك ، خاصة وأن الأجيال اليوم لا تكاد تعرف شيئا عن أئمتها وعلمائها وفقهائها ممن قدموا خدمات جلى للمجتمع الإنساني عموما .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض