
ورقة اليوم
لنبتعد عن الهلع…ولنتقو بالإيمان وأخلاقه في التضامن والتعاون والتكافل والإيثار، ولننبذ الأنانيات وأشكال اللهت وألوان الفتن، فإنها تهلك الأفراد والمجتمع….فأحسن سبيل عند اشتداد الأزمات هو التآزر في العمل، والجمع بين حسن التدبير ويقظة الضمير والاستمساك باليقين في الله……إنها معادلة العمل والإيمان، البذل والدعاء….لنبتعد عن حرب المواقع والمرجعيات والأيديولوجيات إلى الاجتماع على مشترك وطني وإنساني كفيل بإخراجنا من أوحال هذه اللحظات…..علينا أن نتصدى بقوة القانون والمصلحة الجماعية ومرجعية الأخلاق لتجار الأزمات وأثرياء المحن والمقتاتين على الفتن ومصاصي دماء المحتاجين…أولئك الذين يشبهون كلابا تنعم في بؤس أهلها؛…مثلما يجب أن لا نهدر أوقات أبنائنا في البيوت، ووحدة روحنا الوطنية والإنسانية في مواجهة هذه اللحظة الحرجة….الإيمان ليس طقوسا تعبدية بدون ثمرات سلوكية وعملية، والأخلاق والقيم ليست شعارات وترفا في الخطب والمواعظ والدروس…إنها خلاصات إنسانية لتجارب أكثر قساوة مما نواجهه اليوم، ومسارات لتجاوز ألوان من التنازع المهلك للطبيعة والإنسان…..أملنا أن تنفرج هذه الشدة في القريب العاجل….ولنعمل على ذلك بأخلاقنا وبذلنا وإيماننا…لنعد الاعتبار لقيم التشاطر والتطوع ودعم البحث العلمي… ولتكن ثقافة التراحم عنوان هذه اللحظة…فمن يرحم من في الأرض يرحمه من في السماء….ولتكن الرحمة مدار مشتركنا الإنساني مهما كان السند المرجعي والخلفية المذهبية أو الاعتقادية المؤطرة.