
تفويت فضاءات الشباب تحت قبة البرلمان
أثار موضوع تفويت تدبير مؤسسات وفضاءات الشباب لجهات استثمارية جدلا واسعا داخل المؤسسة التشريعية، إذ وجه رشيد حموني، رئيس الفريق النيابي لحزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، طلبا رسميا إلى رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال، يدعو فيه إلى عقد اجتماع عاجل بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد.
ويهدف الاجتماع، وفق ما جاء في مراسلة حموني، إلى مناقشة ما وصفه بـ”تهديد مؤسسات وفضاءات الشباب من خلال تفويت تدبيرها لجهات استثمارية”، معتبرا أن هذه الخطوة تثير مخاوف حقيقية بشأن مستقبل البنيات العمومية الموجهة لفائدة الطفولة والشباب في المغرب.
وعبرت عدة جمعيات ناشطة في مجال الطفولة والشباب عن رفضها لهذا التوجه، محذرة من أن تفويت مؤسسات عمومية إلى شركات خاصة تحت ذريعة تشجيع الاستثمار قد يفرغ هذه الفضاءات من بعدها التربوي والاجتماعي.
كما أصدر اتحاد المنظمات المغربية التربوية بلاغا انتقد فيه بشدة ما وصفه بـ”الاستعدادات الجارية لتفويت مراكز الاستقبال ومخيمات التخييم الجديدة لجهات تجارية ربحية”، داعيا إلى تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن الطابع العمومي لهذه الفضاءات، والتصدي لأي محاولات ترمي إلى خصخصتها.
وفي اجتماع استثنائي عقده المكتب التنفيذي للاتحاد بالرباط، تم الإعلان عن تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن مؤسسات الطفولة والشباب، في مواجهة ما اعتبر سياسة فرض الأمر الواقع من طرف الوزارة، داعيا إلى تعبئة واسعة لوقف أي محاولة لخوصصة هذه الفضاءات، التي طالما شكلت متنفسا أساسيا للأطفال واليافعين، خصوصا من الفئات الهشة.
وحمل الاتحاد الوزير المهدي بنسعيد المسؤولية الكاملة، مستنكرا ما وصفه بـ”تجاهله للنداءات المتكررة من أجل الحوار”، وعدم تقديم أي توضيحات بخصوص خطة تدبير مستقبلية واضحة لهذه المؤسسات. كما نبه إلى انخفاض حاد بنسبة 70% في أعداد المستفيدين من برامج التخييم خلال السنوات الأخيرة، مما يطرح تساؤلات حول مدى التزام الحكومة بدعم العمل الجمعوي.
من جهتها، اعتبرت مصادر برلمانية أن خوصصة فضاءات الطفولة لا تندرج ضمن أولويات التنمية الاجتماعية، وأن الرهان على الاستثمار لا يجب أن يكون على حساب الخدمة العمومية، لا سيما في قطاع حساس كقطاع الشباب.
وتأتي هذه التحركات وسط تساؤلات متزايدة من الفاعلين المدنيين والبرلمانيين حول خلفيات هذه القرارات، ومدى انسجامها مع التزامات الحكومة في مجال النهوض بقطاعي الطفولة والشباب.