
بريطانيا تتجاهل أسئلة مؤيدي البوليساريو
في موقف لافت يحمل رسائل دبلوماسية واضحة، تجاهلت الحكومة البريطانية أسئلة النائب البريطاني بن ليك، المعروف بمناصرته لجبهة البوليساريو، حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية. النائب وجه استفسارات مكتوبة إلى الحكومة البريطانية طالب من خلالها بالتدخل لدى مجلس الأمن الدولي لإرسال بعثة للتحقيق في ما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان، سواء في الأقاليم الجنوبية للمغرب أو في السجون المغربية.
وجاء الرد الرد البريطاني عبر وكيل وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هاميش فالكونر، الذي شدد على أن “المملكة المتحدة تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 هو الإطار الأكثر مصداقية وواقعية وبراغماتية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء”.
كما أكد المسؤول البريطاني أن بلاده ملتزمة بحماية وتعزيز حقوق الإنسان في كافة أنحاء العالم، بما في ذلك في الصحراء ومخيمات اللاجئين بتندوف، مضيفا أن حقوق الإنسان تظل موضوعا أساسيا في الحوار الثنائي المنتظم بين لندن والرباط، مشيرا إلى أن هذه القضايا طرحت خلال الحوار غير الرسمي الثاني بين البلدين الذي انعقد بالرباط في أبريل 2024.
وردا على تساؤل البرلماني بمجلس العموم ذاته بخصوص طرد صحفيين إسبانيين من الصحراء، أوضح فالكونر أن “الحكومة البريطانية لم تجر أي مناقشات حول هذا الموضوع”، في تعبير ضمني عن عدم اعتبار الأمر ذا أولوية دبلوماسية بالنسبة للندن.
موقف واضح يعزز مغربية الصحراء
ويأتي تجاهل بريطانيا لأسئلة النائب المؤيد للبوليساريو في سياق إعلان رسمي صدر في الرباط يؤكد دعم لندن الصريح لمقترح الحكم الذاتي المغربي، عقب لقاء جمع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بنظيره البريطاني ديفيد لامي.
وأكد البيان المشترك الصادر عقب اللقاء أن المملكة المتحدة ترى في مبادرة الحكم الذاتي المغربية حلا عمليا وواقعيا لتسوية النزاع الإقليمي، في انسجام مع توجهات عدد متزايد من العواصم الغربية، من بينها واشنطن ومدريد وبرلين، التي باتت تنظر إلى المقترح المغربي كخيار وحيد لإنهاء النزاع.
وفي إشارة عملية على جدية الموقف البريطاني، أعلنت لندن عن نيتها النظر في تمويل مشاريع تنموية داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة، في إطار خطة بريطانية لتعبئة 5 مليارات جنيه إسترليني لدعم استثمارات جديدة بالمغرب. هذه الخطوة الاقتصادية تحمل في طياتها اعترافا ضمنيا بسيادة المغرب على صحرائه، وتضع لبنة جديدة في مسار شراكة استراتيجية بين الرباط ولندن.
تحول دبلوماسي يضع الجزائر في موقف حرج
في المقابل، تعيش الجزائر، الراعية الرئيسية لأطروحة البوليساريو، حالة من العزلة الدبلوماسية المتزايدة، في ظل تراجع دعم العديد من الدول الأوروبية والإفريقية لمشروع الانفصال، وفشلها في انتزاع موقف أممي يدعم البوليساريو كطرف شرعي.
وتزداد عزلة الجزائر مع اتساع رقعة الدول التي افتتحت قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية المغربية، في خطوة تعكس اعترافاً دولياً متنامياً بمغربية الصحراء، فيما لا تزال القيادة الجزائرية تراهن على كيان لم يعد يملك أية مصداقية داخل المحافل الدولية.