
إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
بمناسبة الإطلالة البهية لشهر رمضان الكريم لعام 1446 الموافق لعام 2025 أهدي هذه السلسلة من الحلقات الرمضانية إلى روح عميد الأدب المغربي أستاذي الدكتور عباس الجراري أكرم الله مثواه بعنوان : ” الدكتور عباس الجراري على ألسنة شعراء الملحون “. فاللهم ارحمه واعف عنه يا كريم واكتبه عندك من المحسنين وارزقه الجنة دون حساب ، وتظله تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم بجاه بركة هذا الشهر الفضيل , ارحم أمواتا ينتظرون منا الدعاء ، واغفر لهم ونور قبورهم واجعلها بردا وسلاما برحمتك يا أرحم الراحمين .
تلك هي صفة القيم المتجذرة في شخصية الدكتور عباس الجراري ، قيم فطرية إيجابية خيرة تأكيدا لقول الله تعالى : ” فطرت الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله . ”
فلا خلاف في أن القيم هي الركيزة الأساسية والأهم في ضبط المعاملات بين الناس ، وبها يتحقق البناء والتطور المتنامي لمواجهة التحديات الداعية للانحراف أو الحياد عن الطريق القويم . يقول الشاعر عبد المجيد العبار من مكناس :
كيف انوصف للناس هرام امن الأساس ، شب واكبر
فحضان أب احبــــر بـالـعـلـم كـان شـتـهــــــــــــــر
وفي السياق نفسه ، نجد الشاعر مولاي اسماعيل العلوي سلسولي ، يعدد مناقب الأستاذ ، فهو يمثل شخصية متكاملة الصفات منها ما هو روحي وأدبي وأخلاقي ..عرف بها الدكتور عباس الجراري .. رزانة وحكمة وأخلاق عالية مستمدة قوتها من الدين الإسلامي . يقول :
نمدح عز لفداد مشهور بين لعباد
أستاذ من زمان نعرفو في أيام الشباب نشوفو أنيق فاللباس نوصفو
دكتور جا فتعريف أديب نال تشريف
عباس ما اخفاش الجراري
طالع نجمو شعال مفخرة للمغرب طابعه مثالي
مأدب عالم نباه الرحمة على من رباه ..
فالشاعر يذكر جملة من محامد الأخلاق التي جبل عليها أستاذنا رحمه الله ، وهي محامد تتجلى في الرحمة والجود والكرم وعراقة النسب والوقار .. مما يظهر عمق المحبة والتقدير الذي يكنه شعراء الملحون عامة للدكتور عباس الجراري أكرم الله مثواه . من ذلك أيضا ما يقوله الشاعر أحمد لبريج بعد أن شغل الأستاذ باله وملك عليه إحساسه وأضحى هواه مشتعلا وخياله مشغولا به يقظة ومناما :
فامديح الشاطن بالي لعقل والقلب اسباه ملك لي لحساس
واضحيت بهواه اللالي أخيالي فخيالي دوم أفيقظى والنعاس
ثم بعد ذلك ، نجده يعدد بعض الصفات قائلا :
لا من مثلو ينبا لـي أحيا واداب أصاح واصغريت الـراس
جبحو عامر ومالـي فاللغا قاموس اشهير مرجع وفهراس
يا الشهم الفذ الغالي يـامـن عـلمـه بشعـاه شـاع بيـن الناس
يا بدر اضياه فالعالي اسمك ما اخفى لدهات الجراري عباس
وتستمر نغمة التقدير والتبجيل التي يكنها شعراء الملحون لأستاذنا أكرم الله مثواه وطيب ثراه ، وذلك على حد ما نجد عند الشاعر عبد المجيد العبار :
عن اوصاف ارفيع المسار جــا قــولــي بـخـتـصـــــــــــــار
تـقـديـري لـيـه اكـبيــــــــر يستاهل التقدير والسلام العاطر
من الشيخ الناظم لشعـــار عـبـد الـمـجـيــد الـعــبــــــــــار
فمثل هذا الكلام ينم عن مستوى التقدير والإجلال الذي يشعر به أهل الملحون تجاه أستاذنا الجليل ، مثمنين عطاءه المستمر والمتميز على كل المستويات .