أدب الحجازيات في الشعر الملحون – الحلقة الخامسة
إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
ويشعر الشيخ الشيكر أن النيران مشتعلة في كبده من جراء شوقه العارم لزيارة المقام الشريف. ولن يكون علاج دائه سوى أن يطأ الأرض المقدسة ويرى بهاء النبي الهاشمي ويغنم برضاه. وبذلك فقط، يمكن أن تتحقق سعادته. وإلى هذا أيضا يشير الحاج الصديق الأسفي حين يقول:
قلبي واجوارحي أبعشق تاه حتى أنعدم
لو صبت أنطير بالجناح أنفدفد وانشك فالوهام حتى نبلغ لرصام
أرصام أمقام الزكي فانوار جسد أنغنم
وانعيط له يا الماحي في بابك طالب ادمام ، قلبي يا مالكي أنضام
وبالنسبة للشيخ مولاي اسماعيل العلوي، فقد غدا باله منشغلا مع خير الخلائق ، واشتعل قلبه بحبه ، ولن يطفئ لظى ذلك الحب سوى الذهاب إلى مكة المكرمة والطواف بالكعبة والتمتع بمقام الحبيب عليه الصلاة والسلام. يقول:
بالي مشغول امعاه زين لحروف قلبــي بالحـب شـاعلا فيه النـار
نار لشواق بالكعبة باغي انطوف ونلبي بالخشــوع راجــم بحجار
أمع الحجاج أسيادي نشتهى انشوف أمقام المحبوب والصديق وعمر
وغاية ما يرجوه الشيخ عبد العزيز المغراوي من القرن السادس عشر الميلادي، هو أن يعجل له الرسول صلى الله عليه وسلم بزيارة مقامه الشريف حتى تشفى روحه المغرمة بجماله. يقول:
عجل بزورتي لمقامك نعم النظرا تشفي في اجمالك الروح المغروما
وسعادته لن تتحقق إلا بالذهاب إلى الحج وأداء المناسك . يقول :
يسعــدني فـدنيتي يجعلني نمشــي انطـــــــوف بالكعبا وانشوف حرمها والمروا والصفا
أنشاهد عين الوجود لمفضل عن اجميع لفضال وانشاهد طيبا أو قبت نبصرها وانراهــا
أما سعادة الشيخ ابن علي المسفيوي، فقد تمت بعد أن زار قبة الرسول الكريم، وتمتع بما رأى وشاهد. يقول:
يا فرحي نلت بالسعادا واذهب حزني ولا ابقى حالي منكود
وبلغت امنازل الرشادا واطلع نجمي وبان بنوار موقــــــود
ودركت امحافل السيادا بوصال الزمزم أحمد قرت لتمــــــود
فمقام ريت خرق عــادا تعجز فوصفها هل العقل المــرشــود ..
