
سوق الاحد: المشهد المقزز !!
هيئة التحرير، mcg24
المشاهد التي أثارت اشمئزاز المغاربة قاطبة ستظل عالقة في الأذهان وتعطي صورة حقيقية عن آثار الإحتكار والمضاربة بالأسعار. ويجب أن لا تنسينا جوهر الفعل.
ما لاحظناه وأثار انتباهنا هو التغير الكبير الذي عرفه أسلوب حديث جميع المتدخلين الذين استجوبتهم المواقع الإخبارية المتنوعة في مكان الأحداث.
فقد تطور الوعي لدى المواطن المغربي وتطورت طريقة تبليغه لرسالته/ معاناته. فأصبح حديث الناس عبارة عن تحليل عميق للواقع واقتراح حلول ولم يعد المواطن يكتفي بانتقاد أوضاع المجتمع. ومن تمة وجب الإنصات لصوته وإيجاد حلول ومبادرات.
إن الغضب الذي عبر عنه التجار والمواطنون يجب أن لا يثنينا عن ملاحظات تدمي القلب. ذلك أن السوق يعاني من إهمال وكثرة الأزبال ولا يليق البتة بمغرب 2022 : مغرب محمد السادس، الذي دأب منذ توليه عرش المملكة على تجويد حياة المغاربة وبناء مغرب عصري بمؤسساته وحديث بمشاريعه الجبارة.
لقد أظهرت الصور التي تم بثها لسوق الأحد ما يمكن أن نسميه “مزبلة” وليس سوقا ! كان بالفعل مشهدا مقززا !
لا يمكن أن نتقاذف المسؤولية، ولا نسعى لتشويه سمعة أحد، لتجنب تكرار الأحداث التي عرفها سوق الأحد بالقنيطرة، بل وجب الاستفادة مما وقع للانتباه لحالة الأسواق الأسبوعية عبر تراب المملكة لما لها من دور كبير في ترويج عجلة الإقتصاد المحلي والوطني.
لقد كانت الأسواق الأسبوعية المغربية، من سوق الإثنين إلى سوق الأحد، دوما مكانا يلتقي فيه الأهل والأحباب والأصحاب، يتبادلون فيه المصالح التجارية ويتداولون الأخبار بينهم ويتعرفون على جديد التقنيات التي تنفعهم. ولا يمكن اختزال دورها في البيع والشراء، واعتبارها فقط مداخيل جبائية لفائدة خزينة الجماعات.
على المسؤولين توفير شروط الولوج للسوق وفرض نظام يسهل عملية التسوق بأمن وأمان وفي ظروف تحفظ كرامة المواطن وقبل ذلك، يجب تأطير التجار والبائعين بخلق ميثاق شرف يتم بموجبه حفظ حقوق وكرامة جميع المتدخلين في تدبير وتسيير الأسواق.
وأيضا، خلق فرق متنقلة وطنية لمراقبة الأسعار وجودة السلع، تقوم بزيارات ميدانية مفاجئة وتُعيَن في سرية قبل انعقاد السوق، ويتم تجديد أعضائها أسبوعيا، من أطر الجماعات الكفؤة ورجال الدرك ومكتب حفظ الصحة، للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التلاعب بمآسي المواطنين ونشر الفوضى وزرع الفتنة.