الاحتفاء بالمغرب والثقافة الصوفية في باريس بمناسبة ليلة القدر المباركة
تم مساء أمس الجمعة بباريس، الاحتفاء بالمغرب والثقافة الصوفية، من خلال برمجة موسيقية لليلة القدر المباركة، عه د معهد ثقافات الإسلام ودار ثقافات العالم بإعدادها لمهرجان فاس للثقافة الصوفية.
وقدمت المديرة الفنية لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، كارول لطيفة أمير، إبداعا حصريا بعنوان “ألوان الروح”، مع الفنان المغربي عبد القادر غيث وفرقة أوركسترا السماع، وهي مجموعة موسيقية صوفية تتألف من فنانين مبدعين شباب، أحدثت بهذه المناسبة.
ومن خلال هذا الإبداع الفني الاستثنائي، أرادت كارول لطيفة أمير الاحتفاء بتراث الزوايا، أغانيها الروحية، السماع والحضرة، وأيضا بالتراث الألفي للموشحات التي توحد بلدان المشرق والمغرب.
ويجمع مشروع ليلة القدر، الذي أطلقته بارزة خيري، نائبة الرئيس السابقة لمجلس الشيوخ الفرنسي ورئيسة معهد ثقافات الإسلام، وشريف خزندار، الرئيس المؤسس لدار ثقافات العام، ثلاث مؤسسات حول مشروع ثقافي وروحي وازن، يتيح للجميع الالتقاء لمشاطرة واحد من أبرز مواعيد ثقافات الإسلام، عبر استكشاف مختلف التقاليد الموسيقية المرتبطة به، لاسيما المغربية.
ويندرج هذا الحدث الثقافي الذي يدعو للحوار، ضمن الحس الإنساني الروحي الذي روج له لسنوات عدة رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية فوزي الصقلي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت السيدة لطيفة أمير على المكانة المهمة التي يحظى بها المغرب على الساحة الثقافية الدولية، مشيرة إلى أن التسمية التي أحدثتها وزارة الثقافة مؤخرا “موروكان هيريتاج” (التراث المغربي) تجسد وعيا هاما بهذا الغنى.
وبحسبها، فإن مشاريع المسارح الكبرى في المغرب، مثل المسرح الكبير للرباط-سلا، تحمل في طياتها جميع الآمال من حيث الإشعاع الثقافي عبر العالم، مسجلة حاجة المملكة إلى التوفر على بنيات تحتية رفيعة المستوى حتى تصبح “فاعلا ثقافيا دوليا رئيسيا”.
وقالت إن المغرب اختار سياسة الدعم النشط للصوفية، مبرزة أنه مع وجود تغطية إعلامية جد متواضعة وقليل من الدعم، تميل الصوفية إلى الاختفاء في العديد من البلدان الإسلامية، باستثناء المغرب الذي يمكن أن يكون له اليوم موقع قيادي حقيقي فيما يتعلق بالحفاظ على الثقافة الصوفية ونشرها عبر العالم. فعاصمته الروحية فاس لطالما شكلت ملتقى للقاء جميع الصوفيين العظام في العالم حتى اليوم، مع مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الذي يشكل مساهمة في الوعي بالبعد التراثي لثقافة السلام هذه، عبر عدد من أشكال التعبير الثقافي المنتجة، سواء أكانت أدبية، فنية أو موسيقية.
وأشارت إلى أنه من خلال الترويج للثقافة الصوفية عبر العالم، فإن المغرب سيعزز إشعاع قيم السلام والعيش المشترك في العالم.
من جهتها، أكدت بيرييس ساليو، المديرة الفنية لمعهد ثقافات الإسلام، أن ليلة القدر تعد حدثا مهما بالنسبة للمعهد، على اعتبار أنه يعد كل عام، برمجة خاصة بمناسبة شهر رمضان الأبرك.
وأوضحت أنه من خلال هذه الأمسية الفنية المقامة تحت شعار الروحانية والتضامن، والتي تندرج في إطار تعاون وثيق مع مهرجان فاس للثقافة الصوفية ومديرته الفنية، فإن معهد ثقافات الإسلام يحتفي بالمملكة، التي عادة ما تكون حاضرة في المعهد من خلال مشاركة فنانين ومبدعين مغاربة.
وتلى البرمجة الموسيقية مأدبة إفطار مكنت المسلمين وغير المسلمين من التبادل والتفاعل حول ليلة القدر، الليلة ذات الرمزية الخاصة