
تصريحات المهاجري تثير الغضب في صفوف الممرضين.. والجامعة الوطنية للصحة تطالب بالاعتذار العلني
MCG24
أشعلت تصريحات صادرة عن النائب البرلماني هشام المهاجري عن حزب الأصالة والمعاصرة، خلال مشاركته في الجامعة الصيفية للحزب،موجة من الغضب والاستياء داخل صفوف الأطر التمريضية بالمغرب، بعدما وُصفت بأنها “مسيئة وحاطة من الكرامة”. وفي هذا السياق، أصدرت الجامعة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، بيانًا شديد اللهجة عبّرت فيه عن رفضها لما وصفته بـ”التهجم غير المقبول” على الممرضات والممرضين.
وقالت الجامعة في بيانها إنها “تلقت باستغراب واستياء بالغ التصريحات الصادرة عن نائب برلماني ينتمي لأحد أحزاب الأغلبية الحكومية، ناعثًا الممرضات والممرضين بألفاظ لا تليق بمسؤول حزبي وبرلماني”، مشيرة إلى أن هذا السلوك “يفتقر إلى الرزانة والجدية والمسؤولية المفترضة في ممثلي الأمة”.
وأضافت أن “هذه التصريحات المشينة ليست سوى محاولة طائشة لتحوير الانتباه عن المشاكل البنيوية التي يعاني منها قطاع الصحة العمومي”، مؤكدة أن الأزمة الحالية ترجع إلى “الاختيارات الحكومية اللاشعبية، خصوصًا تلك التي رافقت تطبيق برنامج التقويم الهيكلي في الثمانينيات، والتي كبحت تطور المنظومة الصحية لعقود”.
واعتبرت الجامعة أن تصريحات البرلماني المعني “تناقض بوضوح ما تتعهد به الحكومة وأغلبيتها بشأن تحسين أوضاع مهنيي الصحة”، مضيفة أن “الممرضات والممرضين لا يزالون يعانون من التهميش رغم أنهم يشكلون الفئة الأكثر عددًا داخل القطاع”.
وفي رد فعل مباشر، طالبت الجامعة “بسحب التصريحات العدائية وتقديم اعتذار علني لما صدر من إساءة”، كما دعت الحزب الذي ينتمي إليه البرلماني إلى “التعبير عن موقفه الصريح مما جرى، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتصحيح هذا الانزلاق”.
ولم تقتصر مطالب النقابة على الاعتذار، بل شملت أيضًا دعوة الحكومة ومجلس النواب إلى “شجب تلك التصريحات وتحمل مسؤوليتهم السياسية والأخلاقية في حماية كرامة الأطر التمريضية”، مؤكدة أن “استمرار الصمت قد يُفهم كتواطؤ غير مباشر مع خطاب الإهانة”.
وفي ما يشبه التحذير، جاء في البيان: “نرفض تحويل الأطر التمريضية إلى ورقة انتخابية أو وسيلة لاستدرار تعاطف انتخابي”، مؤكدة أن “المواطنين يطمحون إلى نظام صحي متكامل، لا إلى مهاترات سياسوية على حساب المهنيين”.
كما جدّدت الجامعة مطالبتها لوزارة الصحة بـ”الإخراج الفوري للهيئة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة إلى حيز الوجود دون تماطل”، معتبرة أن هذه الخطوة أصبحت ضرورة لمواجهة مثل هذه الانزلاقات.
واختتمت الجامعة بيانها بدعوة مفتوحة إلى “كافة الأطر التمريضية وعموم الأسرة الصحية للتعبئة ورص الصفوف من أجل الدفاع عن كرامتهم، والتصدي لكل أشكال التحقير والتشهير”، مع التشديد على أن “النهوض بالقطاع الصحي رهين بتقدير حقيقي لتضحيات مهنييه، لا بتصريحات بهلوانية تُمعن في الإساءة والتضليل”.