مجتمع

فيضانات غير مسبوقة بجنوب المغرب: خسائر بشرية ومادية جسيمة

بعد أسبوع من الكوارث المأساوية، شهد سكان أقاليم الجنوب الشرقي للمغرب، منذ مساء السبت 7 شتنبر 2024، فيضانات طوفانية اجتاحت مدنهم وقراهم، مخلفةً وراءها خسائر بشرية ومادية كبيرة، وقد عاد السكان سواء الذين فروا لحظة الكارثة أو حتى ذويهم المستقرين خارج المناطق المتضررة لتفقد ممتلكاتهم وذويهم وتقييم الأضرار التي لحقت بها، حيث جرفت السيول القوية الأمتعة والماشية والمنتجات الفلاحية.

شملت الفيضانات أقاليم طاطا وتزنيت والراشدية، التي فقد فيها 11 شخصًا، بالإضافة إلى زاكورة وكلميم وتنغير والعديد من الأقاليم الأخرى في الجنوب الشرقي، والتي شهدت هي الأخرى تأثيرات سلبية جراء الأمطار الغزيرة غير المسبوقة منذ نحو عشر سنوات.

في هذا السياق، صرح ناشط جمعوي بمدينة زاكورة، بأن سكان المدينة واجهوا معاناة شديدة بسبب الفيضانات، التي ألحقت الضرر بممتلكاتهم الشخصية والمنتجات الفلاحية، إضافة إلى تعطيل الخدمات بسبب انقطاع الطرق الرئيسية، وأوضح أن الأزمة البيئية قد تفاقمت نتيجة تدهور البنية التحتية، مشيرًا إلى إتلاف جميع المحاور الطرقية بما في ذلك الطريق بين إيت يحيى وتازارين، والطريق المؤدية إلى الضفة اليمنى من وادي درعة، وكذلك الطرق في مدخل مركز قيادة تزارين والطريق الوطنية الرابطة بين جماعتي تغبالت وأحصيا، كما أضاف أن بعض هذه الطرق قد تم فتحها مؤقتًا باستخدام ما هو متوفر لدى الجماعات المحلية بالإضافة إلى تدخل القوات المسلحة الملكية.

وذكر ذات المصدر أن مناطق حمو الصغير وتمكروت ودوار تمتيك وقصر بني هنيت بتاكونيت وبني صبيح وأيت واعزيق، هي الأكثر تضررًا في إقليم زاكورة إذ تكبدت خسائر كبيرة.

في إقليم كلميم، الذي تم إعلان حالة الطوارئ فيه، أشار مسؤول من جماعة إمطضي إلى أن الفيضانات أدت إلى تعطيل خدمات البنية التحتية مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب والاتصالات عن الأهالي المتضررين، بالإضافة إلى تدمير الممتلكات الخاصة مثل المزارع والحقول ومزارع الماشية، وأكد أن الخسائر شملت أيضًا المباني والمرافق الحكومية، بما في ذلك المؤسسات التعليمية مما يعني تضرر عملية الدخول المدرسي بالنسبة لهذه المناطق.

ائتلاف الدفاع عن الحقوق والحريات بالمغرب، أكد بدوره على ضرورة توجيه موارد صندوق التضامن ضد الكوارث الطبيعية لمساعدة السكان المتضررين، نظرًا للمبالغ الكبيرة المتوفرة في هذا الصندوق، وأشار إلى أن هناك تقصير في تعامل السلطات مع الوضع الكارثي، وناشد الدولة باتخاذ خطوات جدية لدعم المناطق المتضررة وتوفير التعويضات المناسبة للسكان، بعيدًا عن سياسات التهميش التي تعاني منها تلك المناطق.

كما أكد ذات المصدر، أهمية النهوض بتنمية أقاليم الجنوب الشرقي وفق مبدأ العدالة المجالية، مشددًا على ضرورة الاهتمام بهذه الأقاليم كما يتم الاهتمام بالمناطق الكبرى الأخرى.

في حصيلة محدثة من وزارة الداخلية، تم تسجيل 18 حالة وفاة نتيجة الفيضانات في أقاليم طاطا (10 أشخاص)، والراشيدية (3 أشخاص، اثنان منهم أجنبيان)، وتزنيت (شخصان)، وتنغير (شخصان، أحدهم أجنبي)، وتارودانت (شخص واحد). كما تم تسجيل أربعة أشخاص في عداد المفقودين بإقليم طاطا، ويجري البحث عنهم.

ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع مواصلة عمليات التدخل والبحث التي تباشرها مختلف السلطات للبحث عن 4 أشخاص لازالوا في عداد المفقودين. حيث لازالت السلطات وفرق الانقاذ مستمرة في تمشيط المنطقة أملا في الوصول الى ناجين محتملين من الحادث.

وفي إطار تتبع سير التدخلات لما بعد كارثة فيضانات طاطا، لا زال السيد سعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة يتواجد بالمناطق المتضررة التي ضربتها السيول الرعدية، حيث قام بزيارات تفقدية للدواوير المعنية، وتحديدا دوار واكردة، للوقوف على حجم الخسائر المادية والبشرية التي لحقت المنطقة وتتبع عن قرب عمليات الانقاذ والتدخل لفتح المسالك والطرقات وفك العزلة عن المناطق المتضررة.

ويحرص الوالي خلال زياراته الميدانية لدواوير المناطق المتضررة بإقليم طاطا على التواصل مع الساكنة وتقديم المساعدة لهم، مع اعطاء تعليماته لجميع المصالح المختصة المتواجدة بعين المكان بضرورة معالجة مخلفات الفيضانات وآثارها بالسرعة القصوى.

ومن أجل كل ذلك، عبأت السلطات كافة الموارد البشرية والآليات لإعادة حركة السير على مستوى الطرق المتضررة وفك العزلة عن المناطق المتضررة ومواجهة التحديات التي فرضتها السيول الجارفة.

كما أضافت الوزارة أن الفيضانات تسببت في انهيار 56 مسكنًا، منها 27 انهيارًا كليًا، بالإضافة إلى تدمير جزئي أو كلي لثماني منشآت فنية متوسطة، وأضرار في شبكات التزود بالكهرباء والماء والشبكات الهاتفية.

 

الطاهر بنشواف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض