
ونحن نتابع تطور الأحداث خلال فترة الحجر الطبي، وقفنا جميعا على مجموعة من الخروقات سواء من خلال الأخبار الزائفة أو التصرفات اللامسؤولة لبعض المستهترين الذين لم يستوعبوا خطورة الحالة وتجاهلوا التعليمات الطبية وعرضوا أنفسهم وذويهم للخطر.
لقد توحد العالم أجمع لمحاربة هذه الجائحة وتم تجنيد كافة السلطات الطبية والأمنية للحد من انتشار الفيروس. وكان المغرب بقيادة جلالة الملك من السباقين في العالم بوضع خطة طارئة لمحاصرة الجائحة بتفضيله صحة المغاربة على الاقتصاد، الأمر الذي قوبل بالإشادة عالميا، وتم فتح صندوق خاص لمحاربة الوباء وكان جلالته أول المساهمين فيه، وانخرطت كل مؤسسات الدولة بنسائها ورجالها ومعداتها لحماية المغاربة والمقيمين. لكن ظهرت فئة أنانية تعاني من أمراض نفسية استغلت الظرف لتكديس المؤونة والسلع لضرب الأسواق وبث الأخبار الزائفة وفئة أخرى غير مبالية خرجت للشارع، رغم حالة الطوارئ الطبية، بل وتعمدت مواجهة رجال السلطة في تحد واضح للقانون.
ليعلم هؤلاء وغيرهم أن كافة نساء ورجال السلطة الأمنية شأنهم شأن الأطقم الطبية والصحية هم بشر يشتغلون في نكران لذواتهم ليلا ونهارا ويعرضون أنفسهم وذويهم لمخاطر الإصابة بالفيروس اللعين لحمايتنا. ووجب علينا جميعا أن نكون في مستوى الظرفية ونلتزم بتعليماتهم ولا نناقشهم في تدبير أمورهم لأنهم أدرى بمصلحتنا ونحن نثق فيهم.
لقد شاهدنا مقاطع فيديو توثق نهر بعض رجال السلطة لشباب متهوربن خالفوا تعليمات الحجر الطبي وخرجوا في منتصف الليل دون حاجة ملحة وهو ما يعاقب عليه القانون. وتهافت بعض الأصوات منتقدة ومحاولة الركوب على الأزمة.
لا يا سادة، لا وألف لا!!
إن بعض مواطنينا لا يقدرون خطورة الوضع ووجب معاملتهم معاملة قاسية وردعهم والضرب على أيديهم بقوة ليعلموا أن في تمردهم على القانون عقوبات قد تؤدي إلى حبسهم كما في دول أخرى.
لكافة نساء و رجال السلطة من ولاة وعمال وباشوات وقياد و أمن ودرك وقوات مساعدة وشيوخ ومقدمين وأعوان نقول ألف شكر لأنكم نظفتم حاراتنا وأحياءنا من أشخاص لطالما أزعجونا في الليالي والمناسبات وعكروا صفو أحاديثنا بكلماتهم النابية أمام أبواب العمارات وتحت الشرفات.
إن المغاربة الأحرار يسجلون بكل فخر تضحياتكم وتفانيكم في عملكم ويقدرون فراق أبنائكم وذويكم منذ بدء فترة الطوارى الصحية ومنكم من يواصل الليل بالنهار.
لقد تأكدنا في هذه الظروف الحرجة التي يمر منها المغرب والعالم أننا في أيد أمينة تحت قيادة جلالة الملك. وتبين لنا أن الوطن أسرة وجب على الجميع الالتزام بتوجيهات رب الأسرة وتسهيل مأمورية السلطة وتجنب استغلال أحداث هامشية لخلق البلبلة وزعزعة الثقة.
إن حالة الطوارئ تعني تقييد الحريات الأساسية لفترة محددة كما في باقي دول المعمور لحين تجاوز الأزمة. وعلينا أن نثق في مؤسساتنا وأن نلزم بيوتنا وندعو الله عز وجل تخفيف ما نزل وأن نملأ وقتنا بما ينفعنا وأن نراجع حساباتنا أولوياتنا لبناء مغرب قوي برجال ونسائه.