المغرب وفرنسا.. شراكة تاريخية تتجدد بإرادة ملكية ورئاسية

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الخميس بالعاصمة الرباط، رئيس مجموعة الصداقة فرنسا-المغرب بمجلس الشيوخ الفرنسي، كريستيان كامبون، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المملكة على رأس وفد برلماني وازن.

وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء، عبّر كامبون عن ارتياحه لجودة التبادلات والمباحثات التي وصفها بـ”المثمرة والبناءة”، مؤكداً على متانة الحوار الثنائي بين البلدين، الذي يمتد لعقود من الصداقة والتعاون.

وأشاد المسؤول الفرنسي بحصيلة العلاقات الثنائية خلال الفترة 2024-2025، التي قال إنها تميزت بمحطات إيجابية فارقة، من بينها الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي، حيث جددت باريس دعمها الثابت لسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية.

وأكد كامبون أن مجموعة الصداقة البرلمانية لطالما شكلت سنداً قوياً للموقف المغربي، مبرزاً أن أعضاء الوفد الحاضر يمثلون تيارات سياسية متنوعة تتقاسم شغفها وتقديرها للمغرب، وجاؤوا للتأكيد على رغبتهم المشتركة في كتابة فصل جديد من علاقات الصداقة المغربية-الفرنسية، بما ينسجم مع الرؤية المشتركة لجلالة الملك محمد السادس والرئيس ماكرون.

وفي هذا السياق، دعا رئيس مجموعة الصداقة إلى إعادة إحياء المنتدى البرلماني المغربي-الفرنسي، المتوقف منذ دورته الرابعة التي احتضنتها باريس في دجنبر 2019، معتبراً أن الوقت حان لمنح التعاون البرلماني زخماً جديداً، في ضوء المشاريع الكبرى التي تنتظر التنفيذ.

ومن بين هذه المشاريع، أشار كامبون إلى مشروع تمديد خط القطار فائق السرعة، وبناء أكبر محطة لتحلية مياه البحر في إفريقيا قرب الرباط، إضافة إلى الاتفاق المهم الذي وقعته الخطوط الملكية المغربية مع شركة “إيرباص” لتعزيز أسطولها الجوي.

أما في قطاع الطاقات المتجددة، فاعتبر كامبون التجربة المغربية “نموذجاً ملهماً”، مشيراً إلى أن البلدين يمكنهما التعاون لتطوير رؤية مستقبلية مشتركة تخدم القارة الإفريقية بأسرها.

وفي ختام تصريحه، شدد كامبون على أن العلاقات بين الرباط وباريس، التي تغذيها روابط تاريخية وثقافية وإنسانية عميقة، تمتلك كل المقومات لتتطور أكثر، خاصة عبر الدبلوماسية البرلمانية، التي وصفها بجسر متين يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.