
وفد منتدى كفاءات إقليم تاونات يناقش مع وزيرة التضامن قضايا المرأة والإدماج الاجتماعي
عقد وفد يمثل “منتدى كفاءات إقليم تاونات” لقاء عمل يوم الخميس الماضي مع السيدة نعيمة بن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، بحضور الكاتب العام للوزارة ورئيس ديوانها.
وجاء هذا الاجتماع لعرض عدد من الملفات والتحديات التي يعاني منها إقليم تاونات في قطاع الإدماج الاجتماعي والأسرة، في سياق متواصل من اللقاءات التي عقدها المنتدى مع وزراء ومسؤولين معنيين بقضايا التنمية المحلية.
وفي كلمة له، سلط إدريس الوالي، رئيس المنتدى، الضوء على وضعية المرأة في إقليم تاونات، معبراً عن أن المرأة هناك ما زالت تواجه تهميشاً مركباً جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً. وأكد أن المرأة القروية هي العماد الحقيقي للأسرة والتنمية رغم ضعف الاعتراف بمجهوداتها، مشيراً إلى دورها المتعدد بدءاً من تحمل أعباء الحياة اليومية وصولاً إلى الدفاع عن حقوقها في التعليم والعمل والصحة.
وأشار الوالي إلى أن مؤشرات التنمية الخاصة بالنساء في الإقليم لا تزال مقلقة، وأبرز أبرزها ارتفاع نسب الهدر المدرسي للفتيات، وضعف التغطية الصحية للأم والطفل، وقلة التمثيلية النسائية في الهيئات المنتخبة، بالإضافة إلى غياب برامج مستدامة للتمكين الاقتصادي وندرة فضاءات الاستقبال والإيواء خاصة لحالات العنف والطوارئ.
كما تناول الوضع الخاص بالأطفال في وضعية إعاقة بالإقليم، الذين يعانون من إقصاء مزدوج بسبب هشاشة الظروف الاجتماعية وغياب البنيات التربوية والصحية الملائمة. ودعا إلى ضرورة إحداث مراكز متعددة التخصصات لدعم هؤلاء الأطفال، وتقوية عمل الجمعيات الجادة بشروط الشفافية، وتعزيز التكوين المستمر للمربين في قطاع التعليم الأولي والابتدائي.
وشدد على أهمية اتخاذ إجراءات مجالية ملموسة من طرف وزارة الأسرة وباقي القطاعات الحكومية لإدماج النساء في سياسات التنمية المحلية، ومطالباً بإطلاق برنامج وطني خاص بتنمية قدرات النساء والفتيات في المناطق الجبلية، إلى جانب إحداث مرصد إقليمي للعدالة الاجتماعية والنوع في تاونات.
من جهته، اقترح سعيد الغولي، الكاتب العام للمنتدى، إيفاد وفد تقني من الوزارة لتشخيص حاجيات الإقليم، كما طرح فكرة شراكة ثلاثية مع الوكالة الوطنية للنباتات العطرية والطبية لتمكين النساء اقتصادياً عبر التكوين والدعم المالي.
وفي مداخلتها، أكدت الحقوقية نعيمة الصنهاجي على أهمية التأطير، مشيرة إلى ضرورة إحداث بنى مناسبة لدعم الفئات المعنية، فيما طالبت الطبيبة فاطمة مازي الوزيرة بالتعاطف مع وضعية الإقليم، مؤكدة ثقتها في دورها الفاعل.
ومن جهته، نبه البطل العالمي عبد النور الفديني، من ذوي الإعاقة، إلى ضرورة دعم صندوق التماسك الاجتماعي وتعزيز الحملات الوطنية للتوعية بالإعاقة.
أما المحامية والحقوقية فاطمة الرباحي، فتناولت في مداخلتها الجوانب القانونية، مبرزة حاجة مراجعة التعويضات المقدمة من صندوق التكافل، ومشددة على أهمية إدماج النساء في سوق العمل، خصوصاً في المناطق القروية.
ووجهت نادية مورشد، باسم نساء تاونات، نداء استغاثة حول تحديات الخصاص، معترفة بقدرة الوزارة المحدودة على المواجهة.
من جانبها، أشادت وزيرة التضامن نعيمة بن يحيى بمبادرات المنتدى، معبرة عن استعدادها للتفاعل إيجابياً مع المطالب والمقترحات، مع التذكير بأهمية موضوع التأطير.
وكشفت الوزيرة عن إنشاء مراكز تكوين متعددة على الصعيد الوطني، منها معهد وطني للعمل الاجتماعي ومراكز جديدة في سوس ماسة والعيون، لتغطية حاجيات التكوين في مختلف المناطق.
وطالبت بن يحيى منتدى كفاءات تاونات بتقديم طلباتهم على شكل مواضيع محددة أو أوراق عمل تقنية، داعية إلى إمكانية إبرام اتفاقية تعاون لتنفيذ مشاريع مشتركة تسهم في التقدم الفعلي على الأرض.