
آفاق تطوير التعليم العالي في ضوء الجهوية المتقدمة محور مناقشات بالعيون
ناقش المشاركون في النسخة الأولى من المؤتمر العلمي الجهوي بالعيون، المنعقد اليوم الأربعاء، آفاق تطوير التعليم العالي في سياق تنزيل الجهوية المتقدمة. وشكل هذا اللقاء، الذي نظمته المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون والكلية متعددة التخصصات بالسمارة تحت شعار “الجهوية المتقدمة بالمغرب .. التعليم العالي نموذجا: قراءة في الأدوار والفرص”، مناسبة هامة للإسهام في مناقشة القضايا المتصلة بدور الجهوية المتقدمة في التنمية الترابية.
كما يعد المؤتمر، الذي عرف مشاركة ثلة من الأساتذة والفاعلين المرموقين في المجال العمومي إلى جانب فاعلين محليين، فرصة لطرح تصورات وآراء حول مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي على المستوى الوطني عموما، وعلى مستوى جهة العيون – الساقية الحمراء على وجه الخصوص.
وقال مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، حميد الركيبي الإدريسي، إن هذا اللقاء العلمي يروم دراسة ومناقشة الارتباط الوثيق بين الجهوية المتقدمة والتعليم العالي الذي يعرف تطورا مستمرا على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرا إلى أن أشغال هذا المؤتمر ستتوج بإصدار بتوصيات لاستشراف مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالأقاليم الجنوبية.
وأضاف السيد الركيبي الإدريسي، في تصريح للصحافة، أن هذا الملتقى يشكل فرصة للتحضيرات التي تعرفها هذه الجهة لاحتضان أشغال المناظرة الجهوية حول تسريع منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، يوم ثالث يونيو المقبل بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، ومناسبة للتواصل والتحاور والإنصات للفاعلين الجهويين والمجتمع المدني وقطاع السوسيو اقتصادي والأساتذة والموظفين والطلبة، من أجل الخروج بتوصيات ستمكن الجهة من ترسيخ مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وفي تصريح مماثل، أكد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، محمد بودن، أن هذا المؤتمر يأتي في سياق توجه المملكة المغربية نحو المستقبل عبر نموذج تنموي جديد في أفق سنة 2035، الذي يبتغي التركيز على الإنسان والمجال.
وأضاف السيد بودن أن الجهة تحظى بالصدارة على مستوى النص الدستوري والإطار القانوني والوثائق المرجعية، مؤكدا على ضرورة جعل الجهوية كورش هيكلي استراتيجي في صلب النموذج التنموي، خاصة وأن البعد الترابي يعد أساسيا لأنه يمكن من خلق الثروة، واستيعاب التحولات والتغيرات، وتوفير مناصب الشغل للشباب والنساء ومختلف الكفاءات والخبرات.
وسجل أن النموذج التنموي الجديد وضع الجهوية المتقدمة كإطار ترابي وتنموي في صلب اهتماماته، مبرزا أن الأساس هو خلق تكامل بين الموارد البشرية واللوجيستية والمالية المخصصة للجهوية المتقدمة والممتلكات القانونية مع الطموح التنموي الذي يبتغي ترسيخ مكانة الإنسان في مسلسل التنمية.
من جانبه، أوضح عميد كلية الحقوق بقلعة السراغنة وأستاذ العلوم السياسية محمد الغالي أن نقاش الجهوية المتقدمة أصبح متقدما لكون الحديث اليوم تجاوز الصلاحيات والاختصاصات إلى دور المجالس الجهوية في إطار هذا الخيار لخلق الثروة، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التأسيس لمجتمع المعرفة أو اقتصاد المعرفة.
وأضاف أن أدوار الجامعة تأتي كرافعة في مجال العلم والمعرفة وتقديم الخبرات للمجالس الجهوية، مشيرا إلى أن مؤسسات التعليم العالي تساهم في تقوية القدرات عن طريق التكوين والتأهيل وتقديم الخبرة، بالإضافة إلى الاضطلاع بدور أساسي في ما يتعلق بتثمين الرأسمال المادي والثقافي والتراثي.
وتميز هذا المؤتمر، الذي يأتي في إطار التفاعل المجتمعي والمؤسساتي والأكاديمي مع مشروع الجهوية المتقدمة، بتنظيم ثلاث جلسات علمية تمحورت حول “الجهوية المتقدمة في إطار النموذج التنموي الجديد”، و”محورية التعليم العالي والبحث العلمي من منظور ورش الجهوية المتقدمة”، و”الجهوية المتقدمة بالأقاليم الجنوبية: الأدوار والفرص”.