
أهمية معرفة أسماء الله الحسنى
عبد الرحمان سورسي
الحمد لله المتفرد بالعز والبقاء كتب على جميع مخلوقاته الموت والفناء.
أحمده سبحانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الإخوة والأخوات: في هذا اليوم المبارك السعيد قدر الله سبحانه وتعالى أن نختم هذه السلسة المباركة من شرح أسماء الله الحسنى . تحت العنوان :
{{أهمية معرفة أسماء الله الحسنى }}
أيها السادة الأفاضل:
إن معرفة الله تعالى تفرض عبادته والخشوع له وإن تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عمن سواه، ، وكلما ازداد العبد معرفة بربه، كانت عبادته أكمل، وهو أول فرض فرضه الله على خلقه، معرفته. فإذا عرفه الناس عبدوه ، وأدى ذلك إلى اليقين بحق العبودية لله وأثمر الإخلاص له في عبادته.
معرفة الله سبب محبته، فتقوى المحبة على قدر قوة المعرفة، وتضعف على قدر ضعف المعرفة بالله. وإن قوة معرفة الله تدعو إلى محبته، وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها.
إن معرفة الله، والعلم بأن الله خالق الأسباب ومسبباتها، ولا خالق غيره، ولا مقدر غيره، سبب قوي للتوكل على الله، كما أن العلم بتفرد الله بالضر والنفع، والعطاء، والمنع، والخلق، والرزق، والإحياء والإماتة.
كما ان معرفة أسماء الله الحسنى، يثمر لله عبودية التوكل عليه باطنا وظاهرا، ولأن الرزق بيد الله وحده كما تقتضي معرفة أسماء الله الحسنى، فعلى العاقل التوكل على الله والاعتماد بوعده فان الله كاف لعبده.
ومن لوازم معرفة الله، التضرع والخوف، والذكر القلبي يوصل إلى التضرع والخوف والرجاء. وفهم معاني أسماء الله، هي وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء، والمهابة، والمحبة والتوكل، وغير ذلك من ثمرات معرفة صفات الله الفضلى.
معرفة الله أكبر عون على تدبر كتاب الله.
إن في تدبر معاني أسماء الله وصفاته، أكبر عون على تدبر كتاب الله، وذلك لأن معرفة أسماء الله وصفاته وأفعاله، يساعد على التدبر وفهم معاني القرآن، وفي النهاية إدراك مجاله الرحب والمتسع.
أما الجانب الادبي، فإن معرفة الله يورث حقيقة الأدب مع الله، فلا يكون للعبد تقدير إلا إذا قدر الله. ولا يكون له مع تقدير الله، إلا الطاعة والقبول والاستسلام، مع الرضى والثقة والاطمئنان، وبها يجد القارئ لذة القرٱن العظيم. لأن معرفة الله لها لذة يعرفها من عرف الله. فلذة معرفة الله ومحبته وعبادته وحده لا شريك له، والرضا به، هو العوض عن كل شيء ولا يتعوض بغيره، فقد حكى عن على بن أبي طالب انه قال «لذة معرفة الله شغلتنى عن لذائذ الطعام ”
أيها السادة والسيدات:
ختاما لسلسلة دروسنا عن أسماء الله الحسنى أقدم لكم ما يلي:
(الجامع): الله الذي جمع الكمال كلّه في ذاته وصفاته وأسماءه وأفعاله.
( الغنيّ): الله الذي لا يحتاج إلى شيء في ذاته وصفاته وأفعاله.
( المُغني): الله الذي يَمنح عطاءه وخيراته لمَن يشاء من خلقه.
(النّور): الله الذي أنار بالتوحيد قلوب الصادقين.
(البديع): الخالق الذي أبدع كلّ شيء خلقه، وهو بديع في ذاته، فليس له مثيل أو شبيه.
(الباقي): الله الذي يبقى وجوده، كما يبقى الأبد والأزل.
(الرشيد): الله الذي يُرشد أهل الطاعة إلى الخير.
(الوارث): الرب لكلّ شيء وهو الرازق والراحم والوارث له، وله كل ما في السموات والأرض وله الدين وأصاب، وكل شيء عنده بمقدار.
معاشر السادة والسيدات: نفعنا الله وإياكم ببركات القرٱن العظيم، وبما فيه من الآيات والبيانات والذكر الحكيم، وأهمها سبحانه، معنى اسمائه الحسنى وصفاته العلى، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وصل اللهم على سيدنا محمد اشرف المخلوقين، وعلى آله وصحبه اجمعين.
اللهم صل أفضل صلواتك على أشرف مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد معلوماتك، ومداد كلماتك كلما ذكرك وذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره وذكرك الغافلون.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.