
فيروس كورونا.. الأمريكيون ينتظرون بقلق ذروة الوباء
تتوقع الولايات المتحدة الأمريكية ، أحد أكثر البلدان تضررا من جائحة فيروس كورونا، أن يبلغ الوباء ذروته في الأيام القليلة المقبلة، وهو احتمال يثير قلق الأمريكيين الذين لا يرون نهاية قريبة لهذه الأزمة الصحية غير المسبوقة.
وبنبرة حازمة ، توقع الرئيس ترامب “فترة مروعة” ستترتب عليها خسائر بشرية فادحة.
وقال في مؤتمر صحفي عقده فريق التصدي للوباء في البيت الأبيض “سيكون هناك الكثير من الوفيات للأسف. سيكون هناك الكثير من الوفيات”.
ووفقا لأحدث الأرقام التي نشرت أمس الأحد، أصيب أزيد من 312 ألف شخص بـوباء كورونا ، فيما بلغ عدد الوفيات 9000.
وأصبحت الأنظمة الصحية في المناطق الأكثر تضررا عاجزة عن التصدي للتفشي السريع للفيروس خاصة في ولاية نيويورك التي أضحت بؤرة الوباء بأزيد من 3500 حالة وفاة حتى الآن و 114 ألف حالة إصابة مؤكدة.
وتعهد ترامب بأن يرسل الجيش الأمريكي ألفا من العاملين الطبيين إلى نيويورك ومواصلة دعم الجهود المبذولة لإنشاء المستشفيات الميدانية لتخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية.
واستشهد بالبيانات التي تشير إلى تسارع انتشار المرض في العديد من المناطق ليبلغ ذروته في غضون سبعة أيام ، وقال إنه يتوقع الأسبوع الأكثر دموية منذ ظهور وباء كورونا.
في الوقت نفسه ، واصل قاطن البيت الأبيض الإعراب عن “سخطه” حيال التأثير الاقتصادي المدمر للوباء وكذا تدابير الحجر الصحي المعتمدة في جميع أنحاء البلاد والتي تتسم بنوع من التشدد.
وقال،” لا يمكننا أن ندع هذا يستمر ” في الوقت الذي فقد فيه ملايين الأمريكيين وظائفهم جراء شل حركة النشاط الاقتصادي في محاولة لوقف تفشي الفيروس.
وتقدم أزيد من 10 ملايين شخص للحصول على إعانات البطالة في ظرف أسبوعين ، وهو رقم قياسي تاريخي يعكس ، حسب الخبراء ، انهيار سوق العمل في أكبر اقتصاد في العالم.
وأصبحت ألاباما الولاية الحادية والأربعين التي تأمر باتخاذ إجراءات الحجر الصحي بالولايات المتحدة، فيما أعلن المدعي العام الأمريكي زيادة في عدد المعتقلين المؤهلين للإفراج المبكر من السجون الفيدرالية الأكثر اكتظاظا في العالم.
وحذر الجراح العام للولايات المتحدة، جيروم آدامز من أن الوضع الوبائي سيزداد سوءا ، محيلا على اللحظات الأكثر قتامة في تاريخ الولايات المتحدة ، بما في ذلك أسوأ هجومين أجنبيين على الأراضي الأمريكية: الغارة اليابانية على قاعدة بيرل هاربور سنة 1941، وهجمات 11 شتنبر 2001.
وقال في تصريح لشبكة “فوكس نيوز” “سيكون هذا الأسبوع الأصعب والأشد حزنا في حياة معظم الأمريكيين ، بكل صراحة”.
وبالنسبة لمنسقة فريق التصدي لفيروس كورونا بالبيت الأبيض، ديبورا بيركس ، فإن البؤر الثلاثة التي سيتم التركيز عليها أكثر في الأيام القادمة هي ديترويت ولويزيانا ونيويورك.
وأفادت بأن منحنى الوفيات آخذ في الارتفاع، وتتوقع السلطات أن يبلغ ذروته في الأيام الستة إلى السبعة المقبلة.
ولمواجهة الانتشار المتزايد للوباء ، أوصت (مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها) بارتداء الأقنعة الواقية، وهو إجراء مناقض لموقف إدارة ترامب إزاء هذا الموضوع.
وفضلا عن الخسائر البشرية والاقتصادية الفادحة، يخشى الخبراء من “التأثير الدائم” للمكوث في المنازل، مشيرين إلى استفحال بعض السلوكات خلال هذه الفترة.
ووفقا لاستطلاع أجراه موقع “أكسيوس” الإخباري ووكالة “إيبسوس” بدأ وباء كورونا في التأثير على الصحة العقلية والنفسية للأمريكيين، مسجلا ،على وجه الخصوص، زيادة تعاطي الكحول والمخدرات.
وارتفعت مبيعات الكحول بنسبة 55 بالمائة في الأسبوع المنتهي في 21 مارس ، كما عرفت المبيعات عبر الإنترنت زيادة بنسبة 243 بالمئة.
وذكر المصدر ذاته أنه موازاة مع ذلك، سجل تراجع في النشاط البدني وانتشار نظام غذائي غير متوازن وتمضية وقت أكبر في مشاهدة التلفزيون وألعاب الفيديو للتخلص من حالة الملل.