مجتمع

رجاءا، أوقفوا هذا العبث!!

MCG24 – الرباط

فوجئنا جميعا بما قام به به شاب الدار البيضاء بعد أن أوقف عمدا الترامواي لكي يشرب قهوة الصباح على سكة الترامواي ويعمد لتصوير نفسه لكسب اللايكات وخلق البوز، ثم كانت الصدمة بعد أن استفاق من غفوته ويعتذر للمغاربة ليكشف أن ما قام به كان فقط لإبراز دور الشباب المغربي في الرد على الهجمات التي تشن على المغرب من الخارج. وقد لا نفاجأ غذا إذا خرجت علينا إحداهن من خريجات روتيني اليومي لتعليل سبب تحولها المفاجئ للغناء بكونها اختارت الدفاع عن مصالح المغرب ضد الأعداء كما جاء في أغنيتها ” عدياني”.
لقد قيل الكثير عن ما يفعله بعضهم من زلات أدانها الجميع. ولم نسمع أو نقرأ رأي علماء الاجتماع والمحللين النفسيين حول هذه السلوكيات التي بدأت منذ سنين تغزو مجتمعنا.
بالأمس القريب كان الجميع منخرطا في التربية من مدرسة وأسرة وإعلام، ولكن اليوم استقال الجميع تاركين أجيالنا الناشئة، رجال الغد، يتدبرون أمورهم بأنفسهم وبالتالي كيف نحملهم المسؤولية ونحن لم نف بواجباتنا تجاههم؟.
لا أستثني أحدا، كلنا مساءلون عما يحدث، كل حسب درجة مسؤوليته في المجتمع.
لكن التوجيه والإرشاد وتقويم السلوكيات الفاسدة تستدعي إتباع القدوة. ولكن، أين هي؟ ومن يكون هؤلاء القدوة في هذا الزمن؟
لقد أتى على الناس حين من الدهر نسوا تاريخهم العظيم وتكالبت عليهم الظروف فاعتقدوا مخطئين أن سبب الإفلاس الأخلاقي هم نجوم البوز الكاذب و مروجو روتيني اليومي وتجار اليوتوب و غيرهم. لنكتشف أن المسؤول الأول هو الإعلام الرسمي الذي تخلى طواعية لا كرها عن مهمته التي أنشئ من أجلها: الخدمة العمومية.
فقد تفاجأ المغاربة الذين اطلعوا على جلسة لجنة الثقافة والإتصال التي ناقشت موضوع الإعلام العمومي والبرامج التلفزية، مستوى النقاش السطحي لبعض نواب الأمة لملف الإعلام العمومي، ولكن المثير للشفقة هو المستوى الهزيل الذي ظهر به المسؤولون الكبار بالقطب العمومي باستثناء عرض مسؤول قناة الأمازيغية الذي أسعفه تمرسه في جميع مراحل الإنتاج والبرمجة فكانت مداخلته واضحة ومركزة.
ففي غياب برامج تلفزيونية يومية تناقش قضايا المجتمع وتعطي الكلمة لأهل الإختصاص لتمحيص الحالات الإجتماعية ووضع الأصبع على مكامن الداء لإيجاد الدواء، نجد الغياب الكلى عن الساحة لينشأ تيار مجتمعي لم يعد يثق في المؤسسات ويتجه لاستغلال وسائط التواصل الإجتماعي لتبليغ صوته/رؤيته للأمور في غياب التأطير.
ونورد نموذجا لفشل تأطير المواطنين كبارا وصغارا، نعيشه يوميا خمس مرات في اليوم وهو ما نلاحظه في مساجدنا، ذلك أنه لا يمكنك أن تنعم بالطمأنينة المنشودة وبالأمن الروحي وأنت داخل مسجد بسبب كثرة اللافتات التحذيرية لوضع حذائك أمامك وأنت تصلي.
كيف لنا أن نصلي ونحن متوجسون من سرقة أحذيتنا في بيوت الله التي أذن أن تعمر ويذكر فيها إسمه؟ كيف نرضى بمثل هذه السلوكيات المشينة؟
أسوق هذه النماذج وغيرها كثير من مشاهد ومواقف تثير الاشمئزاز وتحط من قيمتنا أمام باقي دول المعمور وتذكرنا بضرورة التحرك بجدية لإنقاذ مجتمعنا وشبابنا.
نحن أمة ورثت وطنا عظيما ورجالا عظماء بصموا التاريخ بأقوالهم وأفعالهم ومواقفهم، ترى ماذا لو أتيح لهم إبداء الرأي في ما نعيشه ونحياه من عبث؟
اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض