
صدى نساء أسفي في التاريخ -الحلقة 15
إعداد : د. منير البصكري الفيلالي
لقد كان بودنا التوسع أكثر في الحديث عن النساء الوليات في أسفي ، لكننا لم نتمكن من ذلك ، نظرا لشح المصادر والمراجع في الموضوع . والحقيقة أن التأليف في تاريخ الحركة الصوفية النسائية بالمغرب عموما ، يحيلنا الى طرح اشكالية[4] التعتيم والاقصاء لأخبار الوليات الصالحات مقارنة بأخبار الرجال؟
ونحن نعرف بوجود وليات شهيرات مثل لالة صفية ولالة زينب الكوابلية ولالة اهنية الحمرية وغيرهن ، وجدنا أننا غير قادرين على استيفاء الحديث عنهن ، إذ لا يتوفر لدينا كتاب خاص يترجم لهن يعرف بمناقبهن ، كما لا نجد عناية كافية بأخبارهن وأحوالهن الصوفية ، علما بأن المصادر المهمة في كتابة تاريخ الحركة الصوفية النسوية المغربية أولت الأهمية للرجال دون النساء .. والعدد القليل من المترجم لهن لا يكمن في نقص عدد النساء الوليات المتصوفات ، بقدر ما هو راجع إلى الإقصاء على حد ما أشرنا سابقا . فقد أهملت أخبارهن وجهلت آثارهن . نذكر على سبيل المثال لا الحصر ، كتاب التشوف إلى رجال التصوف لابن الزيات (ت627هـ/1230م ) الذي ترجم ل 277 علما ، منهم سبع نساء فقط ، ثم كتاب أنس الفقير وعز الحقير لابن قنفذ (ت810هـ/1408م .
وقد بررعلي زيعور هذا السكوت، قائلا : “فإن المرأة في الأوليائية والتصوف تظهر غالبا دون اسم ، لكن هذا الغض للطرف عن اسمها قصدا، أو ربما لأسباب تتعلق بالشرف أو بالتدين أو بكرامتها
ومن ثمة ، يعسر علينا استكمال صورة حياة هؤلاء النساء الصالحات في ظل ما توفر لنا حاليا من مصادر عنهن، ولعل الزمان يسمح بالعثور على ما يجلي خبرهن ويقرب سيرتهن وأحوالهن ضمن مناقب النساء الصالحات العالمات .
يتبع …