ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 12

 إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

ـ الفقيه السيد محمد لعلج بنهيمة ، رجل الخير والصلاح.. ولد بأسفي عام 1901، أثقن حفظ القرآن الكريم رواية ورسما، حيث تتلمذ على يد شيوخ أجلاء بمدينة أسفي من أمثال:
العلامة محمد بن الحاج إدريس الحسني الإدريسي المعروف بمولاي الحاج.
العلامة أحمد بن الحسن المطاعي.
العلامة محمد بن أحمد التريكي.
كان من خيرة من تولوا سلك التدريس بأسفي، إلى جانب الخطابة بمسجد الشيخ أبي محمد صالح، وبمسجد بياضة والمسجد الأعظم بالمدينة العتيقة. وفضلا عن ذلك، كان الفقيه عضوا نشيطا في رابطة علماء المغرب. يقول عنه الشريف التهامي الوازاني أحد طلبته: ” خلف بين أهل حاضرة هذه المدينة، الصدى الطيب والذكر الحسن نظرا لما كان يتجلى به من أخلاق فاضلة، ولما قدم من خدمات جليلة في مجال التربية والتعليم. إنه حقا من فضلاء رجالات أسفي،ومن المعروفين بالخير والإحسان والكرم..”
توفي رحمة الله بتاريخ 03 يناير سنة 1972.

صدى رجالات أسفي في التاريخ
ـ العلامة مولاي عبد السلام بن مولاي الحاج الحسني الإدريسي، من مواليد أسفي عام 1893 من بيت علم وشرف. بعد تمكنه من حفظ كتاب الله العزيز، سافر إلى مدينة فاس عام 1921 لإتمام دراسته، وفيها تلقى علومه على يد العلماء الفضلاء من أمثال: عبد العزيز بناني وأحمد بن محمد القادري، مولاي عبد الله الفضيلي، الرضى بن إدريس، مولاي أحمد المامون البلغيتي، حيث أجازوه وشهدوا له بالتفوق. وانخرط في سلك العدالة فور عودته من فاس، إلا أنه اختار فيما بعد مجالس التدريس، فأسس مدرسة خاصة، اهتمت أساسا بنشر الثقافة والعلوم الإسلامية.. وهي أول مدرسة نموذجية بأسفي نظرا لطابعها العلمي، يلقن فيها الطلبة القرآن الكريم والتفسير والحديث والفقه والفرائض وأصول الفقه والتصوف والأخلاق والتاريخ والنحو والصرف واللغة والبيان والمنطق والعروض والشعر والإنشاء والتوقيت والحديث وتقويم البلدان..وهذا الزخم من المواد هو ما سوغ للأستاذ علال الفاسي حين زار مدينة أسفي أن يطلق على هذه المدرسة: ” قرويين صغيرة”.
ولقد أصبح مشروع المدرسة الحرة مثالا يحتذى.. والملاحظ أن الاستعمار تضايق أكثر فأكثر من هذه المؤسسات ورجالها الأبطال، وفي مقدمتهم الفقيه عبد السلام بن مولاي الحاج، وكأنه لم يخلق إلا لهذه المهمة فكان حقا من الصفوة الأولى في الوطنية والسلفية بمواقفه الخالدة ومبادئه الثابتة. وبذلك عرف عند الناس خاصتهم وعامتهم بالكفاح والجهاد والأدب الجم والعبادة والصلاح.
توفي رحمة الله يوم الجمعة 24 أبريل 1973.. وبوفاته انطفأت شمعة من شموع رحالات الفكر والثقافة والعلم في أسفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض