
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 33
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
الأستاذ محمد بلمقدم :
الرجل المربي الفاضل القدير بكل معنى هذه الكلمات ، حيث تتلمذ على يديه الكثير من الشخصيات المغربية البارزة ، من أمثال : الدكتور الطيب الشكيلي الوزير السابق للتعليم ، والأستاذ محمد الوفا رحمه الله ، الوزير السابق في حكومة الأستاذ عبد الإله بنكيران ، والدكتور الكنيدري وزير سابق ، والأستاذ اخشيشن وهو أيضا وزير سابق ، وحاليا ، رئيس جهة مراكش ـ أسفي ، إضافة إلى آخرين كالجزولي عمدة مدينة مراكش سابقا والأستاذ عبد اللطيف الكراوي وزير سابق ، وأحمد الكراوي ومحمد الفلكي من الأطر العليا بالمكتب الشريف للفوسفاط .. واللائحة طويلة ، تشهد على إخلاص الرجل وحبه لمهنته ، وتفانيه في تقديم أفضل ما عنده من علوم ومعارف . انفرد ـ رحمه الله ـ بخلق دمث مع الجد في العمل وقسوة بسيطة تشوبها الرحمة ، ليس فيها ظلم .. شخص أنيق ونظيف النفس والمظهر والشكل ، يضع الاحترام في أولويات مبادئ التربية والتعليم .
هكذا عرفته شخصيا في بيت صهرنا الأستاذ الفاضل الحاج عبد الله هربازـ رحمه الله ـ بحي سيدي بوزيد ، حيث كان يتناول معه طعام الكسكس كل يوم جمعة ، وكنت أجد فيه الأستاذ المثقف العالم ، مما ترك له أثرا وسيرة حسنة بيننا .
كان السي محمد بلمقدم أستاذا مبرزا في مادة الرياضيات .. فقد تخرج من الجامعة الجزائرية لكون المغرب كانت له علاقة بأكاديمية ” بوردو ” بفرنسا والتي كانت تتبعها أيضا الجامعة الجزائرية . كان هذا منذ 1947 . وهناك ، كان يدرس إلى جانبه المرحوم الدكتور محمد بنهيمة من أبناء أسفي ( وزير سابق ) والأستاذ المرحوم المهدي بنبركة ، إضافة إلى الوطني السي امحمد بلخضير ..
وبعد تخرجه ، تم تعيينه كأستاذ للرياضيات يثانوية محمد الخامس بمراكش ، ثم بثانوية الحسن الثاني بالرباط ( ليسي كورو سابقا ) . وبعد حصول المغرب على الاستقلال ، عين الأستاذ بلمقدم مديرا على ثانوية محمد الخامس بمراكش ، حيث أبان عن كعب عال في التسيير ، مما يسر له أن يكون نائبا لوزارة التعليم في أول تجربة لنظام النيابات التعليمية بالمغرب ، حيث تم تعيينه بمدينة أسفي سنة 1965 .. ثم طلب إليه أن ينتقل إلى أكادير لشغل نفس المهمة ، لكنه آثر البقاء بمدينة أسفي نظرا لارتباطاته العائلية ، فتم تعيينه مفتشا للرياضيات إلى حيث حصوله على التقاعد .
عرف ـ رحمه الله ـ في الأوساط الأسفية بطيب الخلق والعلاقات الحسنة ، يقضي حاجات الناس ويحرص على قضائها بنفسه ، مما جعلهم يثنون عليه ويذكرونه بالخير كلما ذكر اسمه في مجالسهم ، حيث نال محبتهم وتقديرهم ، فكان صادقا مع ذاته ، مستعدا للتضحية بكل شيء في سبيل مبادئ الحق والإنسانية .