ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 46

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

امحمد البخاري

من رجالات أسفي الذين لمع اسمهم في المجال الرياضي ، نتحدث اليوم في هذه الحلقة عن السيد امحمد البخاري ، رياضي ومسير متميز قضى حياته كلها في خدمة الرياضة والرياضيين منذ نعومة أظفاره إلى آخر رمق من حياته.

     ازداد المرحوم السي امحمد البخاري سنة 1928 بمدينة آسفي.. وبها قضى فترة طفولته حيث ظهر نبوغه الثقافي والرياضي منذ فترة مبكرة من عمره . أحب مدينته وسعى إلى النهوض بها رياضيا ، فقد كان لاعبا مرموقا ، يتمتع بموهبة كروية قلما تتوافر للاعب كرة القدم . 

  لعب لفريق اتحاد آسفي USS كرة القدم والملاحة. وابتداء من سنة 1947 سيصبح لاعبا في فريق البريد البيضاوي بعد انتقاله من مدينة آسفي إلى الدار البيضاء.

  وفي سنة 1957 وبعد نيل المغرب استقلاله وتأسيس العصبة الحرة: عصبة الشاوية .. حاليا عصبة الدار البيضاء الكبرى .. تحمل المرحوم امحمد البخاري مهمة الأمانة المالية  وهي المهمة التي بقي يشغلها إلى حين وفاته .ومع بداية السبعينيات انتخب نائبا لأمين المال بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في عهد المرحوم العرابي .. بعد ذلك تحمل مسؤولية رئيس اللجنة الجهوية للتحكيم .كما عمل المرحوم امحمد البخاري مندوبا ماليا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والملعب الشرفي وملعب الأب جيكو بالدارالبيضاء.

    أصابه المرض في مباراة كان يلعبها بملعب الفداء بعد أن أصيب بتوعك في رجله اليمنى(القصبة) كما عانى من سرطان الدم .. حيث اشتد عليه المرض في بداية شهر دجنبر1977 تقل على إثره إلى عيادة  فيلا كلارا بالدارالبيضاء  ثم إلى باريس بفرنسا بمستشفى أوطيل ديو  hôtel Dieu  ومكث به مدة 45 يوما  برفقة أخيه السيد عبد السلام رحمة الله عليه  والذي كان يحرص باستمرار على صحته ويرافقه أينما حل وارتحل..

    وبعد عودته  من فرنسا، التحق بمستشفى ابن سينا بالرباط  إلى أن وافته المنية يوم الخميس 14أبريل 1977. رجل إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان ، له نفس أبية وأخلاق عالية ، وهي خصال جبل عليها أهل أسفي ، تربوا عليها وربوا أبناءهم على التخلق بها .. تشعر في شخصيته بالبصيرة والإحساس المرهف .. يمضي في الجد والإلحاح ، مؤمنا بما يقول ويفعل ، مما بوأه مكانة محترمة في مجتمعه سواء بأسفي أو بالدار البيضاء .. ولولا قصر العمر، لكانت للرجل صولات وجولات في عالم الرياضة المغربية وخاصة كرة القدم . فطالما حلم بأن يكون لمدينة أسفي ملعب معشوشب يليق بمستوى المدينة التي أنجبت لاعبين كبار من أمثال …..
كما كان دائما يرنو إلى أن يكون الفريق المسفيوي ضمن فرق القسم الأول التي تتنافس على إحراز البطولة في كرة القدم ، لكن الموت اختطفه في وقت كان يتطلع فيه إلى غد رياضي يليق بأسفي كمدينة عرفت مجدا رياضيا سما بها إلى آفاق التميز والتفرد . ومهما يكن ، نردد مع الشاعر قوله :
      لا يسعد الناس في قول وفي عمل     إلا امرؤ طيب الأخلاق والشيم
فرحم الله السي امحمد البخاري الرياضي الخلوق والاجتماعي بطبعه وسلوكه النبيل وأخلاقه الرياضية الفاضلة وخدماته الجليلة للرياضة والرياضيين ورجال الإعلام الرياضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض