
المذهب المالكي في المغرب.. مدرسة تربوية إصلاحية ساهمت في بناء الشخصية المغربية – الحلقة الثانية
إعداد : الدكتور منير البصكري ـ أسفي
فالإمام مالك ، هو ابو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الصحابي الجليل . ومالك هو إمام دار الهجرة النبوية وأحد تابعي التابعين الحميري اليمني الصبحي ، نسبة إلى ” ذي صبح ” . فهو إمام الأئمة وعالم مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولد سنة ثلاث وتسعين للهجرة وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة ، فكانت مدة عمره ستا وثمانين سنة .
من أوصافه الجسمية ، أنه كان مديد القامة ، أبيض اللون ، أشقر .ز عظيم الهامة ، أصلع الرأس ، جميل الثياب . والأشهر أن مالكا عربي الأصل من ” ذي صبح ” كما أشرنا قبل قليل .
إضافة إلى ما سبق ، فهو أحد الأئمة الأربعة الذين اتسموا بالأمانة والفضل وحراسة سنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام . وهؤلاء الأربعة هم ، مالك بن أنس وأبو حنيفة النعمان ومحمد بن ادريس الشافعي واحمد بن حنبل .
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ” يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم ، ولا يجدون أعلم من عالم المدينة ” . لذلك ، فالإمام مالك بن أنس ، هو إمام الفقهاء والمحدثين .. وكفاه فخرا أن يتخرج عليه الأئمة مثل الإمام الشافعي الذي أقر بفضل مالك عليه .
نشأ مالك في أسرة اشتغلت بعلم الأثر .. تلقى العلم عن كثير من الشيوخ من ضمنهم ربيعة بن أبي عبد الرحمان وابن هشام الزهري ونافع مولى عبد الله بن عمر وعبد الرحمان بن هرمز وعبد الرحمان بن ذكوان ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن دينار ومحمد بن المنكدر وغيرهم كثير ..
وكان أول ما تلقى مالك من العلوم ، علم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والعلم بفتاوى صحابته الأكرمين ، كما اتجه إلى كل ما يتصل بعلوم الإسلام من علم الرواية والآثار . وعني ايضا بفتاوى كبارا لتابعين كسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار ، والقاسم بن محمد .
ومن القات الحميدة التي كان يتصف بها الإمام مالك رحمه الله :
ا ـ الحافظة الواعية
ب ـ الجد والصبر والمثابرة
ج ـ الإخلاص
د ـ الفراسة القوية
ه ـ الهيبة والوقار ..
ومما جاء في ” تذكرة الحفاظ ” للذهبي قوله : ” وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره . أحدها طول العمر وعلو الرواية ، وثانيتها الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم ، وثالثتها اتفاق الأئمة على أنه حجة صحيح الرواية ، ورابعتها تجمعهم على دينه وعدالته واتباعه السنن ، وخامستها تقدمه في الفقه والفنون وصحة قواعده “.