
“التمثيل حلم الطفولة”.. التركية فيلدان أتاسيفر تتحدث عن بداياتها الفنية وعلاقتها بالمغرب في مهرجان تطوان السينمائي
تقاسمت الممثلة التركية فيلدان أتاسيفر مع جمهور الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط سر حبها لعالم التمثيل، والإكراهات التي يعرفها هذا المجال، كما استعرضت واقع الصناعة السينمائية التركية وتأثيرها على الجمهور المغربي.
لم يكن ولوجها لعالم التمثيل بمحض الصدفة، لقد كان “حلما منذ الطفولة”، حلما ارتبط بسنوات عمرها، تؤكد فيلدان أتاسيفر في كلمتها خلال ندوة نظمت صباح يومه الأحد على هامش فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط.
ولأن الأحلام لا تتحقق بدون جهد، درست أتاسيفر عالم السينما وأحبت الأدب والمطالعة كثيرا. فكان من “حظها” حسب تعبيرها، أن حصلت على أول بطولة سينمائية في فيلم مقتبس من رواية لكاتبتها المفضلة التركية بيريهان ماغدين، تحت عنوان iki Genç Kız، وهو الفيلم الذي توجت بفضله بجائزة أحسن دور سينمائي سنة 2005 في مهرجان أنطاليا السينمائي. كان فيلما الثاني مع المخرج التركي زكي ديميركوبوز.
بخصوص معايير اختيارها لأعمالها الفنية، أكدت أتاسيفر أنها لا تفضل أن تبقى حبيسة أدوار محددة، أو نوع معين من السينما “التاريخية أو الدرامية..”، مشيرة إلى أن ما يهما هي الأدوار التي ستترك بصمة لدى المتلقي، ويكون هاجسها الأول هو “كيف سيتلقى الجمهور هذا الدور؟”.
وفي نفس السياق، تعتبر أتاسيفر أن الممثل يجب أن يكن مرنا في التعامل مع المخرج، بشكل يساعده على إتقان دوره وإخراج أفضل ما لديه في العمل السينمائي، مؤكدة أن هذا المجال يتطلب جهدا كبيرا، لكنه يجعلك تتعرف عن قرب على الكثير من الشخصيات والمهن التي لا يمكن أن تمارسها على أرض الواقع.
من جهة أخرى، تحدثت أتاسيفر عن واقع صناعة الأفلام والمسلسلات التركية، مشيرة إلى هناك اختلافا كبيرا بين “إنجاز فيلم ومسلسل، ذلك أن الأخير أصبح ينجز في وقت وجيز، يتم تصوير 140 دقيقة في أسبوع، وأحيانا يتم تغيير السيناريو وطريقة العمل حسب استجابة الجمهور، عكس الفيلم الذي قد يتطلب إنجازه سنوات”.
هذا وتطرقت أتاسيفر إلى تأثير المسلسلات التركية على الجمهور المغربي ومساهمتها في خلق انتعاش سياحي ببلادها، حيث أكدت أنه لا أحد ينكر قوة الفن والسينما في بناء جسور بين المجتمعات، مشيرة إلى حرص الأعمال التركية “على مخاطبة الإنسان”,
وأبرزت أتاسيفر أن هناك تضافر للجهود من أجل تطوير الصناعة السينمائية التركية، سواء من خلال دعم الجيل الجديد من الشباب سواء مخرجين أو ممثلين، إلى جانب الاستثمار في السيناريوهات، المهرجانات، ومنصات عرض الأفلام والمسلسلات، مؤكدة أن هذه مسؤولية مشتركة بين الدولة، الحكومة، الفاعلين في القطاع والشركات الخاصة.
وفيما يتعلق بعلاقتها بالمغرب، أشارت أتاسيفر أن هذه أول زيارة لها للمملكة، حيث سيتكون فرصة لاكتشاف الثقافة المغربية، مؤكدة أنه بعد عودتها إلى بلادها “ستخصص أياما لمشاهدة أكبر عدد من الأعمال السينمائية المغربية”.
وكان حفل افتتاح هذه الدورة، أمس السبت، قد تميز بتكريم أتاسيفر، حيث أعربت عن سعادتها بتواجدها في المغرب، مشيرة إلى أن الزلزال الذي شهدته بلادها السنة الماضية كان السبب وراء عدم حضورها للمهرجان في دورته الثامنة والعشرين.