سياسة

معهد إسباني: أمريكا تنهي ملف البوليساريو

نشر معهد إسباني، أمس (الخميس)، تقريرا يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار إدارة الرئيس دونالد ترامب، تسعى إلى تسريع حل نزاع الصحراء المغربية من خلال الضغط لإنهاء دور “البوليساريو”.

وأوضح معهد ” كورديناداس” أن استراتيجية ترامب تهدف إلى تعزيز النفوذ الأمريكي في إفريقيا وتأمين مصالح اقتصادية وأمنية حيوية، إذ ترى واشنطن أن تصنيف البوليساريو “منظمة إرهابية” خطوة مركزية لإنهاء النزاع وإعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في المغرب العربي ومنطقة الساحل.

معهد إسباني: ضغوط على الجزائر وحوافز اقتصادية

ويحذر التقرير من أن استمرار الجزائر في دعم البوليساريو قد يعرضها لعزلة دبلوماسية متصاعدة، إلى جانب تعقيدات قانونية، بما في ذلك احتمال فرض عقوبات ثانوية على كيانات جزائرية مرتبطة بالجبهة.

ويستند التقرير إلى حجج قانونية تؤكد استيفاء البوليساريو لشروط التصنيف منظمة إرهابية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي، مما يضع الجزائر أمام خيارات محدودة.

في المقابل، تقدم واشنطن للجزائر حوافز اقتصادية تشمل تعميق الاندماج في الاقتصاد الغربي، من خلال زيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاع الطاقة الجزائري، وتوفير تكنولوجيات متقدمة لاستكشاف واستغلال المحروقات، بهدف إعادة توجيه سياسات الجزائر بعيدًا عن دعم البوليساريو.

المغرب: حليف استراتيجي لأمريكا

ويؤكد التقرير أن إدارة ترامب تعتبر المغرب شريكا محوريا في استراتيجيتها لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل، مع تعزيز مكانته كدولة رئيسية في السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا. ويربط المعهد بين حل نزاع الصحراء واستقرار الساحل، الذي يواجه تحديات أمنية متزايدة، بما في ذلك التنافس مع قوى عالمية مثل الصين، رغم عدم دعم الأخيرة لمطالب البوليساريو.

كما يسلط التقرير الضوء على الأبعاد الاقتصادية للنزاع، مشيرا إلى أن استمراره يعيق الوصول إلى مناجم اليورانيوم، والذهب، والمعادن النادرة في المنطقة، وهي موارد حيوية لسلاسل الإمداد العالمية. كما يؤكد أن إفريقيا، بإمكاناتها الاقتصادية الهائلة ونموها الديمغرافي المتوقع، تمثل ساحة تنافس استراتيجية، مما يدفع الولايات المتحدة لتسريع الحل.

2025: عام الحسم؟

ويشير التقرير إلى أن عام 2025، الذي يصادف الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، قد يكون موعدا حاسما لتسوية النزاع برعاية أمريكية. كما يحث الاتحاد الأوروبي على لعب دور أكثر فاعلية في هذا المسار، محذرا من تهميشه إذا ظل متفرجا.

ويخلص التقرير إلى أن إنهاء دور البوليساريو ليس مجرد هدف إقليمي، بل جزء من استراتيجية جيوسياسية أمريكية أوسع لتعزيز الأمن والاستقرار في إفريقيا، مع ترسيخ المغرب حليفا لا غنى عنه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض