
المايسترو موحا والحسين.. سفير فن أحيدوس
الفنان موحى والحسين أشيبان، الملقب بـ “المايسترو”، هو شخصية بارزة في عالم الفولكلور والفن الشعبي بالمغرب. ولد في منطقة أزرو نايت لحسن بإقليم خنيفرة بالمغرب عام 1916. نشأ في بيئة متواضعة وعاش تجربة الفلاحة ورعاية الأغنام، مما أثرى تراثه الشعبي وألهمه لاحقاً في مجال الفن.
عرف موحى والحسين أشيبان بدوره كسفير لفن الأحيدوس، وهو نوع من الفنون الشعبية يعبر عنها من خلال الرقص الجماعي، حيث يتقدم “المايسترو” بحركاته التنظيمية لتوجيه الرقص والتحكم في إيقاعه بشكل مميز. اكتسب لقب “النسر” بسبب رفضه القيود ورفضه للتسليم للظروف، مما أضفى على شخصيته مزيداً من القوة والتميز.
تجربته الحياتية شملت مشاركته في الحرب العالمية الثانية ومساهمته في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي للمغرب. عمل كجندي في الجيش وحمل معه آلته الموسيقية “الدف” في مختلف الظروف، حيث كان يسعى لإدخال البهجة والتسلية لزملائه في أوقات الاستراحة.
انفصل موحى عن الجيش بسبب رفضه تنفيذ أوامر غير عادلة، وانخرط بعد ذلك في مسيرة فنية ناجحة. أسس فرقة للرقصة الأحيدوس، ثم أنشأ فرقة أخرى في عام 1975 تحمل اسمه، واستمر في قيادتها حتى آخر أيام حياته.
موحى والحسين أشيبان تميز بقدرته الفذة على توجيه فرقته، حيث كان يضبط إيقاع الرقصات بأنامله الماهرة وحركاته الرشيقة، وكان يستخدم ملامح وجهه وحركات يديه لتوجيه الأداء بإتقان. لفتت مواهبه انتباه الرئيس الأميركي رونالد ريغان، الذي منحه لقب “المايسترو” وأعرب عن إعجابه به.
بفضل تفرد أشيبان وقدرته على ترجمة التراث الثقافي والشعبي إلى لغة الفن، أصبح واحداً من الشخصيات المهمة في تاريخ الفنون الشعبية بالمغرب. قاد موحى فرقته بإتقان على مدى أكثر من نصف قرن، وبقيت حركاته وإيقاعاته في الذاكرة المستدامة للثقافة المغربية.
إن إرث موحى والحسين أشيبان يظل حاضراً من خلال المئات من العروض التي قدمها والتي أثرت في مجتمعات متعددة ونقلت جماليات الفولكلور المغربي إلى العالم.