
أخبار دولية
اسبانيا..ضحايا تسمم 1981 يحتلون متحفا
سارة امغار
احتل 6 ناجين من التسمم الغذائي الجماعي الذي عرفته اسبانيا قبل أربعة عقود، معرض إل برادو الفني في مدريد لبضع ساعات من اليوم الثلاثاء 19 اكتوبر وهددوا بالانتحار حسب رويترز إذا لم تتم تلبية مطالبهم المتعلقة بالمساعدة والاهتمام.
وقد أظهرت صورة نشرت على تويتر ستة أشخاص، أحدهم على كرسي متحرك، يحملون لافتة كتب عليها “40 سنة مسممين و محكوم علينا بالعيش كما لو اننا في 1981 بسبب تخلي الدولة – ضحايا مرضى زيت كوزا” أمام لوحة “لاس مينيناس” للرسام الإسباني دييجو فيلاسكويز، فيما تجمع آخرون في الخارج.
وقالت جمعية “ما زلنا أحياء” التي تدافع عن ضحايا واقعة 1981 في تصريح لرويترز إن الشرطة اعتقلت اثنين من المتظاهرين وغادر آخرون المتحف ظهر اليوم.
وقالت الجمعية على حسابها على تويتر إنهم كانوا يحتجون على “إذلال” و “تخلي” الحكومة، وأعطت السلطات مهلة ست ساعات قبل أن يبدؤوا في تناول حبوب للانتحار في حال عدم الامتثال لمطالبهم.
وتضمنت مطالب المجموعة لقاء مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ووسطاء بنهاية أكتوبر ، وتوفير أموال لتغطية النفقات الطبية للضحايا الناجين من واحدة من أكبر حوادث التسمم الغذائي في العالم.
وأفادت واحدة من ضحايا التسمم المحتجين خارج المتحف لرويترز: “نحن مرضى. جسديًا ، نحن أكبر بعشرين عامًا مما تقوله بطاقات الهوية”.
تجدر الإشارة إلى أن واقعة التسمم تعود لسنة 1981، حيث توفي أزيد من 5000 شخص و أصيب أزيد من 20000 بمتلازمة السامة التي تأثر على جميع أعضاء جسم الإنسان، حيث تتسبب في تلف العضلات والعصبية والرئة والجلد.
ترجع أسباب هذه المتلازمة الى استهلاك المواطنين آنذاك لزيت بذور اللفت الملوثة، و التي بيعت لهم على أساس زيت الزيتون.
في عام 1987 عُقدت أول محاكمة في هذه الواقعة ، حيث تمت إدانة 37 رجل أعمال على صلة بالتسمم الغذائي، ليقلص العدد إلى 13 متهم من أصل 38 متهم سنة 1989 عندما أصدرت المحكمة الإسبانية حكمًا بحقهم ، لكن لم يُنظر إلى المتهمين على أنهم قصدوا التسبب في الوفيات والمشاكل الصحية ، لذلك لم يُعتبر أنهم ارتكبوا جرائم قتل أو إصابة.
من بين أكثر من 20000 شخص متضرر ، تلقى 18517 بالفعل تعويضاتهم من الدولة، بعد عملية قضائية طويلة. لكن التعويض بالنسبة للجمعيات المدافعة عن الضحايا ليست كافية حيث أن العشرين ألف شخص الذين نجو من الموت بسبب التسمم يعانون من عدد كبير من الآثار الجانبية الدائمة مثل جفاف الأغشية المخاطية و التشنجات والألم المستمر وتيبس العضلات وأمراض الجلد.