
سلايدرما وراء الخبر
نحن وكورونا …نكون أو لا نكون
محمد التويجر
جائحة كورونا فرضت نفسها عدوا موحدا على العالم أجمع…عالم دخل فجأة، وبدون أدنى تحضير حربا مختلفة تمام الاختلاف عن الحروب التقليدية، بخططها المبهمة، وسرعة العدو في توجيه ضربات قاتلة لأعتد التشكيلات ( جيراننا بأوروبا نموذجا ).
عدو كهذا، وفي ظل تأخر وصول المؤونة والعتاد ( التلقيح في طور التجريب وتصنيعه يتطلب وقتا طويلا )، علينا مجابهته عبر التحلي بيقظة شاملة تنسجم واستثنائية الظرف…لا مجال معها للتهور والاستهتار. فالأمر جد في جد ، وما إعلان حالة الطواريء الصحية التي لا تختلف عن حالة الطواريء القصوى أوقات الحروب والشدائد إلا آخر تجلياتها.
على غرار باقي دول المعمور، نحن في حالة حرب، يعلم الله متى ستحط أوزارها، وكم ستكلف من خسائر. ومن هذا المنطلق، على كل واحد منا أن يتحمل مسؤوليته، بتوخي الحذر وتنفيذ تعليمات السلطات التي تشتغل بعزم وإصرار على محاصرة عدونا المشترك ، وعدم تمكينه من بسط سيطرته، والفتك بأرواح بشرية غالية علينا جميعا .
مسؤولية الأسرة قائمة في هذا المجال، لأنها منطلق الحملة وهدفها. والرسائل التي بعثتها السلطات طيلة الأيام السابقة بأن الحركة الاقتصادية متحكم فيا لا تستوجب القلق، وتعويض المتضررين ماديا (2000 درهما لمدة أربعة أشهر ) مبعث اطمئنان لأربابها حتى ينفذوا بالحرف التعليمات، عبر ملازمة البيوت، خاصة الأطفال وكبار السن، وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى : العمل، التسوق أو الاستشفاء.
هي مسألة وقت وإرادة أيضا…فقد علمتنا الأحداث أن الشدائد مآلها الزوال مهما طالت، وأن المغاربة متكتلون بالفطرة، كلما حل كرب أو عدو تجب مجابهته…فلنكن في مستوى الرهان، قوتنا في تضامننا ، وتخندقنا كرجل واحد خلف قائد المعركة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أبان رفقة الأطقم المساعدة على حنكة واستراتيجية استباقية موفقتين.
الشعب ممتلك لنسبة كبيرة من سبل نجاح المملكة في رهانها الحالي الشبيه بتحديات وعظامة المسيرتين السابقتين: اجتثاث المستعمر بعدما استلذ المقام، وكذا استرجاع أقاليمنا الجنوبية. فإما نكون أو لا نكون ، فهل رسالتي مفهومة ؟؟