
لأنها تدعم الانفصاليين في كل البقاع، علاقة جارة السوء مع تركيا على المحك..
عبد اللطيف أفلا
في أسبوع واحد فقط، يتابع العالم تورط نظام الكابرانات في إتارة البلبلة والتدخل في الشؤون الداخلية لثلاث دول، من خلال تسليح وتسخير الانفصاليين والإرهابيين، بالقارة الإفريقية، وخارجها، حيث شدت جريمة دعمها حركات الأزواد الانفصالية بمالي ومنطقة الساحل، المنتظم الدولي، فوجهت مالي أصابع الاتهام لها، بمحاولة تشكيل بوليساريو أخرى بالمنطقة.
وتأتي قضية توظيفها لمجموعة من المؤثرين بفرنسا، لنشر الكراهية والإرهاب وصمة عار ثقيلة في نفس الأسبوع، مما أخرج تصريحات وزارية فرنسية باعتماد إجراءات عقابية لها.. وغير هذا وذاك، كشفت أنقرة أن خبث السياسة الجزائرية يتجاوز الحدود، وذلك على إثر استضافتها تنظيمات إرهابية معادية لتركيا، مما يكشف الثلاثية الانفصالية التي يحيك قصر المرادية أطوارها ومشاهدها مؤخرا، هذا دون الحديث عن المسلسل الأزلي لمعاداتها المملكة المغربية.
هذه المرة نقف أمام قيام جنرالات جارة الويل، بدعوة قيادات وموالين لأكراد سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، قصد المشاركة في مؤتمر نظمته ما تسمى “بوليساريو” بحضور الزعيم الإرهابي “إبراهيم غالي”، وكذلك ناشطة سويدية مدافعة عن الأكراد، مما جعل علاقتها مع تركيا على المحك، في توتر غير مسبوق، وذلك لأن أنقرة تصنف الحركات الكردية مثل حزب العمال الكردستاني ضمن التنظيمات الإرهابية، وتعارض قطعا انفصالهم وتشكيل نظام حكم مستقل وخاص بهم داخل الأراضي السورية والعراقية، وهو ما يطرح احتمال توتر علاقاتها مع سوريا كذلك.
وما أثار غضب تركيا من الجزائر أكثر، هو حمل أولئك الانفصاليين المجتمعين علم “روجافا” الذي يرمز لدولة التنظيم الكردي في سوريا.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة مقصودة من الجزائر، تنديدا بالتقارب التركي المالي عبر مجلسه العسكري الحاكم، علما ان مالي هي الأخرى في عداوة مع جارة الويل بسبب فضول وقبح تدخلها في شؤونها الداخلية والانحياز لجانب حركة الأوزاد الانفصالية.
وفي الوقت الذي نشرت فيه وسائل إعلام تركية للمصيبة التي وقعت، ساعرت سفارة الدولة المتَّهَمة لنفي تورطها في دعوة حزب العمال الكردستاني التركي، وأكراد سوريا الناشطة السويدية غريتا شونبرغ، لحضور مؤتمر العصابة الإرهابية بتيندوف.
وبحسب التعليقات والقراءات الديبلوماسية التركية على النبش في سيادة أنقرة، و الذي أشعل غضب الأتراك، فإن الجزائر ماضية في جر تركيا لبتر علاقاتها السياسية أولا وكذلك الاقتصادية، بدءا بالتفكير في التراجع عن العديد من الاستثمارات الضخمة التي سبق أن قررتها بها، مما سينعكس سلبا وبشكل خطير على اقتصادها، لأن تركيا تعتبر من أكبر المستثمرين الأجانب في الجزائر، بأكثر من 1,500 شركة تركية.
ومن جهة أخرى يرى آخرون أن هذه الخطوة الجزائرية الدنيئة، تأتي كذلك غيضا من التقارب الكبير و الملموس بين الرباط وأنقرة.
وبتورط الديكتاتور تبون في إيقاد فتن داخلية بالبلدان، مالي، فرنسا، تركيا، تغدو جارة السوء أضحوكة أمام المتتبعين بمنتهى الحقارة والقبح، لذا لا غرابة في أن تكشف الأيام القادمة إحدى أياديها الخفية في صراعات داخلية قديمة وجارية بمناطق أخرى من العالم.