لأول مرة في تاريخ الأولمبياد الحديث
كورونا يفوز على أولمبياد طوكيو بالضربة القاضية ويرغم المنظمين على التأجيل
بعد أسابيع من التردد، غلبت اللجنة الأولمبية الدولية اللجنة اليابانية المنظمة للأولمبياد الصيفية بطوكيو منطق الحكمة والتعقل على الربع المادي ، مقررة إرجاء ا المحفل الرياضي العالمي الأكثر متابعة حتى صيف السنة القادمة، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، والتخوف على سلامة الرياضيين وباقي أفراد الأسرة الأولمبية العالمية قاطبة.
القرار اتخذ في أعقاب محادثة هاتفية بين الألماني طوماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وعمماه عبر بلاغ مشترك مختصر لا يتجاوز 51 كلمة ، يتجاوب مع مختلف الأصوات التي ارتفعت عبر العالم محذرة من مغبة التلاعب بسلامة الوفود المشاركة، التي حالت الظرفية الخطيرة التي تسود العالم أجمع دون تهييئهم في ظروف مثلى لحدث رياضي يعني لهم الشيء الكثير ، وقد يكون البوابة التي سيودعان من خلالها المنافسات ومن ثمة الاعتزال.
البلاغ المشترك جاء كالتالي : “في الظروف الراهنة وبناء على المعلومات المقدمة من منظمة الصحة العالمية اليوم، خلص رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، إلى أن الأولمبياد الثاني والثلاثين في طوكيو يجب أن يتم تأجيله إلى ما بعد العام 2020، لكن ليس أبعد من صيف 2021، لحماية صحة الرياضيين وجميع المعنيين بالألعاب الأولمبية والمجتمع الدولي”.
وما يسر الوصول إلى هذا القرار الجريء غير المسبوق في تاريخ الأولمبية الحديثة أن اليابان كانت مسبقا لاقتراح التأجيل ، عكس ما كان معتادا من قبل حيث كانت الدول المقبلة على تنظيم تظاهرات كبرى في شتى المجالات تتلكأ من أجل الحفاظ على الموعد المحدد سلفا ( الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والكامرون المنظمة لكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين نموذجا .
وتأتي هذه الخطوة بعد ضغوط متزايدة على منظمي دورة الألعاب لإرجاء الموعد المقرر، تتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وفرنسا والاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي يترأسه اللورد البريطاني الشهير سيباستيان كو البطل العالمي السابق في 800 م .علاوة على حسم دول أخرى في أمر المقاطعة خوفا على أبطالها مثل أستراليا وكندا، على خلفية تفشي وباء “كوفيد-19” الذي أدى الى تسجيل نحو 17 ألف وفاة معلنة حول العالم، ودفع الى فرض قيود واسعة على حركة التنقل والسفر، وجمّد النشاط الرياضي في مختلف أنحاء العالم. كما أدى إلى تأجيل العديد من الأحداث الرياضية الكبيرة التي كانت مقررة هذا الصيف، أبرزها نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم، حتى الصيف المقبل.
