البنك الدولي: المغرب يعزز جهوده لتحويل القطاع الزراعي وتعزيز صموده أمام التغيرات المناخية

أبرز البنك الدولي في تقرير خاص حول تأمين الإمدادات الغذائية، أن المغرب يواصل تكثيف جهوده لتحويل منظومته الزراعية الغذائية، مع التركيز على تعزيز نموذج أكثر صمودًا وشمولية واستدامة. وأكد البنك أن المملكة تنفذ حاليًا برنامجًا متعدد الأبعاد يهدف إلى النهوض بالفلاحة المستدامة، وتطوير أنظمة الري في المناطق المعرضة للجفاف، وزيادة جاذبية القطاع الفلاحي لدى الشباب.

وأشار التقرير إلى أن توالي سنوات الجفاف في المغرب أثر سلبًا على المحاصيل الزراعية، مما يهدد الأمن الغذائي ومداخيل الصادرات. وفي هذا السياق، سلط البنك الضوء على شراكته مع المغرب لتعزيز القطاع الفلاحي، عبر برامج تهدف إلى توسيع سلاسل القيمة وتحسين الولوج إلى الأسواق، وتعزيز التشغيل لدى الشباب في الوسط القروي، بالإضافة إلى دعم التكنولوجيا الفلاحية والزراعة الذكية مناخيا.

واستعرض البنك الدولي الجهود المبذولة في تحديث أنظمة الري، خصوصًا في مناطق اشتوكة وتادلة وسوس-ماسة، لتعزيز التدبير المستدام للموارد المائية. كما أشار إلى تنفيذ برنامج واسع النطاق يعزز الزراعة البيولوجية، ويشمل تقنيات الزراعة دون حرث على مساحة 1.4 مليون هكتار، مما يساعد على حماية التربة والموارد المائية بشكل أفضل.

وفي إطار دعم الفلاحين، أضاف البنك الدولي أن البرنامج يسعى لتوسيع نطاق التأمين المناخي ليشمل 120 ألف فلاح، وتحسين التغذية وجودة وسلامة الأغذية لأكثر من مليون مستهلك.

من جهة أخرى، ذكر البنك الدولي أنه أطلق بالتعاون مع صندوق الشراكة بين كوريا والبنك الدولي برنامج “Agritech4Morocco” في 2022، فضلاً عن مسابقة “AgriYoung Innovate” في 2024، لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الفلاحية، بهدف تطوير حلول رقمية للفلاحين والمستثمرين في القطاعين الخاص والعام.

وأشاد البنك الدولي بإحدى المبادرات التي تم تمويلها من خلال هذه البرامج، وهي أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تساعد في تقدير مردودية المحاصيل والتنبؤ بالأحداث المناخية مثل الجفاف، مما يتيح للفلاحين التخفيف من المخاطر المحتملة.

كما أشار البنك إلى أن المنظومة الغذائية العالمية تواجه تحديات كبيرة بسبب التغير المناخي، الذي يجعل المحاصيل الزراعية أكثر تقلبًا. وأوضح أن الأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية في قطاع الزراعة تقدر بحوالي 3.8 تريليون دولار خلال الثلاثين سنة الماضية.