أخبار دولية

فرنسا تتجه نحو إعادة فرض حجر لمواجهة تسارع انتشار وباء كوفيد-19

تتجه فرنسا الأربعاء نحو إعلان إعادة فرض حجر عام في البلاد لمدة شهر، لكنه أقل صرامة من الحجر الأول خلال الربيع، وذلك لمواجهة عودة التفشي واسع النطاق لكوفيد-19.

عقب اجتماع لمجلس الدفاع وآخر مع وزرائه، يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الساعة 20,00 (19,00 ت غ) تدابير جديدة وصفها مستشار وزاري بأنها “غير شعبية”.

الفرضية الأكثر ترجيحا هي فرض حجر لأربعة أسابيع، حتى نهاية نوفمبر، قابل للتمديد.

وي توقع أن يكون الحجر الجديد أقل صرامة من السابق، مع إبقاء المدارس مفتوحة حتى المستوى الإعدادي على الأقل، وكذلك الإدارات العامة والخدمات التجارية الضرورية.

وحاول رئيس حزب “الجمهورية إلى الأمام” الذي ينتمي إليه ماكرون، ستانيسلاس غيريني، تبرير احتمال إعادة فرض الحجر. وقال في تصريح لقناة “فرانس 2″، “يجب اتخاذ تدابير صارمة، تدابير قوية، يفهمها جميع الفرنسيين وتطب ق على المستوى الوطني”.

ومن المتوقع أيضا أن يحدد ماكرون شروط تنظيم العمل والتنقل داخل المناطق وبينها، مع إمكانية حد التنقلات مرة أخرى في مساحة قطرها 100 كلم.

وتواصل الحجر في الربيع 55 يوما، من 17  مارس إلى 11 مايو، وشمل قيودا صارمة على التنقل وغلق المؤسسات التعليمية والمتاجر غير الضرورية وبعض المنافذ الحدودية.

وتجاوز عدد المصابين بكوفيد-19 في أقسام الإنعاش بالمستشفيات الثلاثاء 2900، أي نصف طاقة استيعاب (5800 سرير) هذه الأقسام التي لا يقتصر نشاطها على مداواة المصابين بالفيروس.

وأعلن الموقع الإلكتروني للحكومة الثلاثاء وفاة 288 شخصا في المستشفيات خلال آخر 24 ساعة، و235 في دور التقاعد خلال الأيام الأربعة الأخيرة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 35541 وفاة منذ بداية الوباء. وسجلت في بعض الأيام خلال ذروة الموجة الأولى في نيسان/ابريل أكثر من 700 وفاة في المستشفيات ودور التقاعد.

واعتبر مدير قسم الطوارئ في مستشفى جورج بومبيدو بباريس فيليب جوفان أن فرض حجر جديد أمر حتمي. وقال في تصريح لراديو “أر تي أل”، “يجب اتخاذ هذا الإجراء، هذا مؤكد”.

وأضاف “نشهد منحنى يتصاعد بسرعة (من 30 ألف إصابة إلى 50 ألف إصابة جديدة يوميا) ويجب اتخاذ تدابير حالا لأنه يوجد خطر التأخر أكثر مما يجب إذا انتظرنا مثلا ثمانية أيام أخرى”. وأشار إلى وجود “نسبة امتلاء عالية في أقسام الإنعاش، مع وجود تهديد بتجاوز طاقة النظام الصحي”.

وتبنى رئيس نقابة المستشفيات في فرنسا فريديريك فاليتو الموقف نفسه، إذ أشار إلى أن حظر التجول بين التاسعة ليلا والسادسة صباحا المفروض على 46 مليون فرنسي “لم يحقق كل النتائج” المطلوبة. واعتبر أن الموجة الوبائية الجديدة قد تكون لها آثار “مدمرة” على المستشفيات “التي ضعفت خلال الموجة الأولى”.

من جهته قال رئيس قسم الإنعاش في مستشفى رايموند بوانكاري في منطقة غارش الباريسية البروفيسور جيلالي عنان “لدينا الكثير من المرضى ونتوقع عددا أعلى بكثير من المسجل في آذار/مارس ونيسان/ابريل، وعددا أقل بكثير من الطواقم التي ستتولى الأمر”.

ووجه الرئيس السابق فرنسوا هولاند نقدا حادا للحكومة، معتبرا عبر إذاعة “فرانس إنفو” أن إنهاء الحجر “كان متسرعا” في أيار/مايو وأن “العودة (المدرسية) في أيلول/سبتمبر كانت بالتأكيد مفرطة التفاؤل”.

ودانت عدة وجوه معارضة غياب الاستباق لدى الحكومة. واعتبر النائب اليميني إريك سيوتي أن “الموجة الثانية تعبير عن فشل استراتيجية الفحص والتقصي والعزل”.

وأضاف فريديريك فاليتو أن الحجر الجديد “يجب أن يحقق هدف الحد من الاحتكاك الجسدي، لكن في الوقت نفسه، يجب أن يتواصل نشاط الاقتصاد والمجتمع”، ودعا إلى إيجاد “مستوى جي د” من التوازن.

على الجانب الاقتصادي قال سكرتير الدولة لشؤون الحسابات العامة أوليفييه دوسوبت “عندما يتوقف النشاط شهرا كاملا، نخسر بين 2 و2,5 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي” في النفقات الإضافية والمداخيل الضريبية المفقودة.

في ظل هذه الآفاق القاتمة، تراجعت بورصة باريس أكثر من 3 بالمئة الأربعاء بعيد افتتاحها، على غرار بورصتي ألمانيا وإيطاليا اللتين تعتزمان فرض قيود إضافية لاحتواء الموجة الثانية من وباء كوفيد-19.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 − تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض