
المركز الأمريكي للفنون بالدار البيضاء، نموذج للتعاون الثقافي المغربي الأمريكي
افتتح مؤخرا بقلب العاصمة الاقتصادية فضاء ثقافي جديد تحت إسم “المركز الأمريكي للفنون” (AAC)، وذلك إسهاما في تطوير الفنون وتعزيز التبادلات حول الثقافة والإبداع والإبتكار.
هذا المركز الذي أنشأته الجمعية الثقافية الأمريكية ومركز اللغة الأمريكي بالدار البيضاء، هو مثال حي على التعاون الثقافي المغربي الأمريكي الذي يعد بمستقبل مشرق، كما يعكس طبيعة العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين في مختلف المجالات.
وقد تم بناء هذا المركز على مساحة 284 مترا مربعا في وسط العاصمة الاقتصادية، وهو من خمس مستويات تعد بمثابة منصة لإحياء وتبادل المدارك في مجال الثقافة والفن والإبداع.
وفي إشارة إلى اختيار مدينة الدار البيضاء لاستضافة هذا المركز، سلط ريتشارد مارتن مدير AAC الضوء على الأهمية الثقافية للدار البيضاء “مدينة الفنون الحقيقية التي توفر بيئة مناسبة لانفتاح الفنانين”.
وقال في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء “إنها مدينة جميلة وحيوية تنبض بالحياة”.
وبالعودة إلى نشأة هذا المركز، أشار إلى أنه “عندما بدأنا العمل في هذا المشروع منذ أكثر من 4 سنوات فكرنا في خلق شيء متميز معتمدين في ذلك على خبرتنا التي اكتسبناها بمركز اللغة الأمريكي”.
وأوضح السيد مارتن، وهو أيضا مدير مركز اللغة الأمريكي بالدار البيضاء “، في المركز لدينا العديد من الطلبة الذين ينخرطون في أنشطة ثقافية وفنية، لكن المساحة تبقى محدودة جدا ولاتسمح لهم بإبراز مواهبهم، لذلك تشكلت لدينا فكرة تزويدهم بفضاء فسيح لمنحهم الفرصة التعبير عن ذواتهم فنيا”.
وأشار إلى أن هذا المركز متعدد التخصصات يعتزم تسليط الضوء على مختلف أشكال التعبير الفني والممارسات الثقافية بفضل مساحته الشاسعة التي تحتوي على مسرح / سينما تتسع لإستيعب 150 مقعد ا، وثلاثة فضاءات لتقديم العروض.
وفضلا عن كونه منصة للرواج الفني بالنسبة للمواهب الشابة، يهدف المركز أيضا إلى تمكين الفنانين المتمرسين من إطلاق العنان لإبداعاتهم في مجالات متنوعة مثل التصوير الفوتوغرافي والفنون التشكيلية والموسيقى و السينما.
وشدد السيد مارتن على أهمية تبادل الخبرات الفنية، مشيرا إلى أن هذا الفضاء يسمح للفنانين من ذوي الخبرة بمشاركة خبراتهم مع المواهب الشابة.
وأضاف أن الأمر يتعلق بفضاء للالتقاء والتبادل بين عامة الناس لتسليط الضوء على الأعمال الفنية وإتاحة الفرصة لساكنة الدار البيضاء لاكتشاف هذه الأعمال الفنية.
ولفت مدير المركز أن هذا الذي وصفه بأنه “محور حقيقي للتبادل الفني” يبقى بمثابة فكرة يراد بها دعم الفنانين الذين لديهم أحلام كبيرة ولكن ليس لديهم الفرصة أو المساحة لتحقيقها.
وقال في هذا السياق “نحن منفتحون على إقامة شراكات مع جميع الأروقة والمتاحف والجمعيات للعمل معا”، مشيرا إلى أن المسألة تتعلق بإتاحة الفرصة للشباب المنحدرين من أوساط هشة لتمكينهم من اكتشاف مواهبهم وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات.
وأضاف أن هذا المركز، الذي يستهدف كافة الأشخاص من مختلف الأعمار، هو منصة تعليمية تروم توفير فرص التأهيل المهني، فضلا عن التبادل الأكاديمي.
بالإضافة إلى ذلك، يضيف، المركز يوفر مساحة للسماح للأشخاص بالالتقاء حول الإبداع والفن وبالتالي المساهمة في تعزيز التبادلات الثقافية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية. واستطرد السيد مارتن قائلا ” إنها مهمتنا داخل ALCS بمراكزها الـ 12 المتواجدة بالمغرب”، مشيرا إلى أن المركز، من خلال تقديمه كإطار للالتقاء والتمازج بين الفنانين المغاربة والأمريكيين، يمكنه أن يساهم في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
وفي سياق متصل أبرز أن الفن والثقافة يمكن أن يكونا في خدمة التقارب بين الشعوب والدول كما هو الحال في المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وأشار إلى أنه بالإضافة إلى المهرجانات السينمائية وورشات العمل السينمائي، يخطط المركز أيضا لوضع برامج تربوية وتعليمية والتعلم واكتساب اللغة، وذلك من أجل تبادل الخبرات الفنية والمعرفية.
وأضاف “نخطط أيضا لتنظيم ندوات وبرامج لريادة الأعمال، ونريد المضي قدما بكل هذا الثراء الذي يمكن أن يجلبه هذا اللقاء بين الأشخاص الموهوبين في ارتباط بالجمهور”. وعن برنامج المركز للأشهر القليلة القادمة، فهو يتضمن حسب ريتشارد مارتن سلسلة من المعارض والحفلات الموسيقية ومنتديات وعروض الأفلام وورشات عمل وغيرها، علاوة على مبادرات لتشجيع القراءة بين الشباب والإقامات الفنية.