
المغرب يُرسّخ ريادته في تأهيل إدارات السجون الإفريقية لمكافحة التطرف
احتضنت مدينة تيفلت بالمغرب دورة تدريبية إقليمية لفائدة مسؤولين من إدارات السجون في السنغال، بنين، نيجيريا، غانا ولبنان، ركزت على تدبير ملفات المعتقلين في قضايا التطرف، وذلك بشراكة بين المندوبية العامة لإدارة السجون بالمغرب ومكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون (INL).
الدورة هدفت إلى تعزيز التعاون جنوب–جنوب في مجال الأمن السجني، وشكّلت مناسبة لتبادل الخبرات حول تصنيف السجناء، تقييم المخاطر، ومقاربات إعادة الإدماج، إلى جانب تسليط الضوء على دور الموظفين في الوقاية من التطرف داخل المؤسسات العقابية.
الباحث في الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، اعتبر أن هذه المبادرات تترجم الدبلوماسية الأمنية الناعمة للمغرب، حيث تتحول التجربة المغربية إلى نموذج عملي قابل للتكييف في إفريقيا، بعيدا عن منطق الهيمنة. ولفت إلى أن الرباط تسعى لتكون مركزا إقليميا لتأهيل الكفاءات في المجالات السيادية، ما يعزز حضورها في السياسات العمومية للدول الشريكة.
وأكد معتضد أن المغرب لا يصدر فقط أدوات أمنية، بل يقدم أيضا رؤية متكاملة تشمل التأهيل الديني، المواكبة النفسية، وبرامج الإدماج المهني، مستشهدا ببرنامج “مصالحة” الذي يعيد بناء العلاقة بين السجين والمجتمع، ويعالج التطرف كمأزق وجودي وليس مجرد انحراف فكري.
وأشار إلى أن تأهيل العنصر البشري داخل إدارة السجون عنصر محوري في نجاح السياسات الإصلاحية، داعيا الدول الإفريقية إلى استلهام هذا النموذج لتفادي تحوّل السجون إلى بيئات خصبة للتطرف، وللرد على الانتقادات الحقوقية المتزايدة بشأن التعامل مع المعتقلين في قضايا الإرهاب.