
“مغربيات” تختار الضحك لافتتاح برنامجها: دنيا بوطازوت في عرض استثنائي بأكادير
انطلقت مساء أمس الثلاثاء من مدينة أكادير أولى دورات تظاهرة “مغربيات”، في حفل افتتاحي احتضنه مسرح الهواء الطلق، وجمع بين الفن والاحتفاء بالمرأة المغربية في مختلف تجليات حضورها. هذه المبادرة، التي تندرج ضمن رؤية ثقافية شاملة، تسعى إلى تمكين النساء من خلال الثقافة والفن، وتعزيز أدوارهن كمبدعات وفاعلات في النسيج المجتمعي.
افتتاح الدورة الأولى جاء بعرض فكاهي للفنانة دنيا بوطازوت، التي اعتلت خشبة المسرح لأول مرة في هذا الفضاء، وقدّمت عرضاً لاقى تفاعلاً واسعاً من الجمهور. اختيار بوطازوت لحفل الافتتاح لم يكن عشوائياً، بل يحمل دلالة رمزية، باعتبارها واحدة من أبرز الوجوه النسائية في الدراما المغربية، ومرآةً لفئة من النساء القويات اللواتي يجمعن بين خفة الظل والوعي الاجتماعي، ويؤثثن الذاكرة الفنية الجماعية للبلاد.
وراء “مغربيات” تقف فكرة تتجاوز العرض الفني نحو طرح رؤية متكاملة تجعل من الثقافة منصة للتمكين والتغيير. فالمبادرة، وفق القائمين عليها، تُعنى بإبراز مسارات النساء وتعدد أدوارهن، من الفنانة إلى رائدة الأعمال، ومن الرياضية إلى الطاهية، في مشهد ثقافي تفاعلي يسعى إلى كسر الصور النمطية، وإعادة تعريف حضور المرأة في الفضاء العام.
ويُرتقب أن يشهد برنامج هذه التظاهرة الممتد على مدى أسابيع، تنوعاً في الأنشطة والفضاءات، من حفلات موسيقية نسائية، إلى عروض مسرحية، ولقاءات مع شخصيات ملهمة، مروراً بأمسيات فنية شعبية، وفعاليات رياضية، وصولاً إلى ورشات في الطبخ وفنون الحياة، وفضاءات مخصصة لريادة الأعمال وتبادل الخبرات المهنية.
تظاهرة “مغربيات” تُنظم في سياق يؤكد فيه الفاعلون الثقافيون على ضرورة اعتماد مقاربات دامجة في التخطيط الثقافي، تُنصف النساء، وتُفسح لهن المجال لإبراز قدراتهن، ليس فقط كفنانات، بل كصانعات للتغيير ومؤثرات في قضايا الشأن العام. ومن خلال هذه الدورة الأولى، تبدو أكادير وقد تحوّلت إلى منصة مفتوحة لحوار متعدد الأبعاد حول موقع المرأة المغربية في الحاضر والمستقبل، عبر الثقافة والفن والابتكار.