
مراكش-آسفي: استقرار النسيج المقاولاتي رغم تحديات التمويل

قدّم المرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، يوم أمس الأربعاء بمدينة مراكش، تقريره الجهوي الجديد حول وضعية النسيج المقاولاتي بجهة مراكش-آسفي خلال الفترة ما بين 2017 و 2023، في لقاء حضره ممثلون عن القطاع البنكي والفاعلين الاقتصاديين والهيئات المهنية.
ويهدف التقرير إلى توفير نظام معلوماتي موثوق حول المقاولات الصغرى والمتوسطة وتحديث قاعدة بيانات وطنية موحدة، بما يدعم اتخاذ القرار الاقتصادي والسياسات العمومية الموجهة لدعم ريادة الأعمال بالمغرب.
90% من نسيج الجهة مقاولات صغيرة جدًا
كشف التقرير أن المقاولات الصغيرة جدًا تمثل ما يقارب 90٪ من مجموع المقاولات النشيطة بجهة مراكش-آسفي، مع تمركز 73٪ منها داخل عمالة مراكش.
كما أظهر التقرير أن معدل نمو عدد المقاولات بلغ % 6,3 بين 2017 و 2021، قبل أن يتراجع إلى % 4,3 سنة 2023 بسبب تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع تكاليف التمويل.
وتبقى قطاعات التجارة، والبناء، والصناعة التحويلية، والإيواء والمطاعم هي المحركات الأساسية للنشاط الاقتصادي في الجهة، التي تُعد من بين أكثر المناطق حيوية على الصعيد الوطني بعد الدار البيضاء وطنجة.
تنامي ريادة النساء رغم تحديات التمويل والمساواة
أبرز التقرير تزايد إسهام النساء في ريادة الأعمال، رغم استمرار التحديات المرتبطة بالولوج إلى التمويل والمساواة في الأجور.
وتأتي هذه الدينامية في سياق جهود وطنية لتعزيز التمكين الاقتصادي للنساء والشباب، من خلال برامج مثل “فرصة” و”انطلاقة”، ومبادرات تمويلية مدعومة من صندوق محمد السادس للاستثمار.
المرصد يكرّس دور البيانات الاقتصادية في دعم القرار
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت آمال إدريسي، المديرة التنفيذية للمرصد، أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى تعزيز حضور المرصد جهوياً ووطنياً، وبناء منظومة بيانات دقيقة ومتكاملة تشكل ركيزة لاتخاذ القرار الاقتصادي.
وأكدت إدريسي أن المرصد سيعتمد على شبكة فروع بنك المغرب لجمع وتحليل المعطيات الميدانية، مع التركيز على ثلاث أولويات أساسية:
- تنويع القاعدة الاقتصاديةعبر تطوير القطاعات ذات القيمة المضافة العالية مثل الصناعات الخضراء والسياحة المستدامة.
- تعزيز الإدماج المالي وريادة الأعمال النسائية والشبابية.
- تحديث ورقمنة النسيج الإنتاجي لرفع تنافسية المقاولات الصغيرة والمتوسطة.
بنك المغرب: دعم التحليل الاقتصادي الجهوي
من جانبه، أكد يونس أماني، المدير الجهوي لبنك المغرب بجهة مراكش-آسفي، أن اللقاء يهدف إلى تقديم تحليل معمّق للمنظومة المقاولاتية في الجهة وتوفير مؤشرات دقيقة تهم الأداء، والاستدامة، والمردودية، ونسب التشغيل.
وأضاف أن هذه المؤشرات تُعد أداة استراتيجية لتوجيه الاستراتيجيات الجهوية في التشغيل والاستثمار، وضمان تناسقها مع السياسات الوطنية مثل “الميثاق الجديد للاستثمار” و”خطة تسريع التنمية الجهوية”.
مراكش-آسفي: جهة في قلب التحول الاقتصادي الوطني
تُعتبر جهة مراكش-آسفي من بين الجهات المغربية الأكثر توازناً من حيث البنية الاقتصادية، إذ تجمع بين السياحة والخدمات والفلاحة والصناعة التحويلية، مما يجعلها نموذجاً مصغراً للاقتصاد الوطني.
ويُرتقب أن تزداد أهمية هذه الجهة في أفق كأس العالم 2030، الذي ستحتضن فيه مراكش عددًا من المباريات، ما سيحفّز الاستثمار في المقاولات السياحية والخدمية والبنية التحتية، ويوفر فرصًا جديدة للمقاولات المحلية الصغيرة والمتوسطة.
المرصد المغربي للمقاولات: دور استراتيجي منذ 2016
منذ تأسيسه سنة 2016، يضطلع المرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدًا والصغرى والمتوسطة بدور أساسي في تجميع وتحليل ونشر المعطيات الاقتصادية الدقيقة، بهدف تقييم السياسات العمومية وتحسين فعالية الدعم الموجّه للنسيج المقاولاتي الوطني.
كما يواكب المرصد التحولات الاقتصادية من خلال رصد مؤشرات الرقمنة، والتحول الصناعي، والتمويل المبتكر، والاستدامة البيئية، التي أصبحت اليوم عناصر حاسمة في تنافسية المقاولات المغربية على الصعيدين الوطني والدولي.






















