ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 86

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

السينمائي محمد الركاب :
ولد محمد الركاب بمدينة أسفي عام 1942 في وسط عائلي متواضع جدا، وسرعان ما انتقلت أسرته إلى مدينة الدار البيضاء سنة 1950 وعمره لا يتجاوز ثماني سنوات .. وبها  أكمل دراسته الابتدائية والثانوية، فحصل على شهادة الباكالوريا في العلوم عام 1960 من ثانوية محمد الخامس. بعد ذلك، تابع دراسته في المجال السينمائي بباريس عام 1961، ثم التحق مباشرة بالمدرسة العليا العمومية للسينما بموسكو بالاتحاد السوفياتي سابقا، حيث تخرج منها عام 1964، تخصص تصوير، ليتفرغ فيما بعد لدراسة علم النفس في الجامعة الحرة ببروكسيل. وفي سنة 1967، التحق للعمل بالإذاعة والتلفزة المغربية.. فقام بإنتاج وإخراج العديد من البرامج والأشرطة الوثائقية والروبورتاجات والسهرات والمسرحيات. كل ذلك، بهدف إيصال رسالته النبيلة في تبليغ المعلومة للمجتمع عبر البرامج والوثائقيات. ومن سنة 1977 إلى 1980 سيدرس الصحافة السمعية البصرية لفائدة طلبة المعهد العالي للصحافة بالرباط. وفي سنة 1980 سيحصل على دبلوم في مجال السمعي البصري من ألمانيا. وبذلك، يعد محمد الركاب من الرواد الذين بصموا تاريخ الإعلام السمعي البصري المغربي عبر مساره المهني.
لقد عاش محمد الركاب ـ رحمه الله ـ السينما، لا كوسيلة تسلية، وإنما كأداة إبداعية تساهم في نشر الوعي بقضايا المجتمع المختلفة. وهكذا، أخرج سنة 1982 فيلم “حلاق درب الفقرا”، وصور وأخرج في الآن ذاته للتلفزيون المغربي سنة 1984 مسرحية لمحمد اليوسفي بعنوان: “وراء الستار” وثلاث حلقات من برنامج “بصمات”، كما صور بعض أغاني الأستاذ عبد الوهاب الدكالي.
وفي سنة 1987 عاد محمد الركاب إلى التدريس من خلال تنشيطه لورشة السينما بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك سيدي عثمان بالدار البيضاء. وفي سنة 1989، حصل مشروع فيلمه “مذكرات منفى” على منحة المركز السينمائي المغربي.
وفي أبريل 1990، أجريت له بمستشفى “فوش” بباريس، عملية زرع رئتين تكللت بالنجاح. لكن القدر لم يمهله، حيث أسلم روحه إلى الباري في 16 أكتوبر من سنة 1990 بالدار البيضاء.
هذا هو محمد الركاب ابن مدينة أسفي، مدرسة سينمائية رائدة وحاضرة بقوة في المشهد السينمائي المغربي. لقد كان ـ رحمه الله ـ يحمل مشروعا للسينما المغربية برؤية واعية ومتجددة في الإخراج السينمائي .. وعلى أبنائه (علي ويونس ونفيسة ومراد) الذين امتهنوا السينما تصويرا وإخراجا، أن تكون لهم هذه الرؤية الواعية على حد ما كانت لوالدهم، كما عليهم أن يلتفتوا إلى مسقط رأس المرحوم والدهم الذي أحب مدينته أسفي وعشقها، ولولا الظروف القاهرة لما غادرها إلى البيضاء .. ففي أسفي سيجدون اليد الممدودة لتخليد ذاكرة السي محمد الركاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض