فن الملحون

نفحات رمضانية في رحاب الشعر الملحون – الحلقة 27

يكتبها ل،MCG24 الدكتور منير البصكري الفيلالي/ أسفي

وتتواصل أيام رمضان الكريم ، ويستمر شاعر الملحون في إذكاء شعور الصائم وتنبيهه إلى ما في هذا الشهر الكريم من خير وبركة ، خاصة ليلة القدر .. التي تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان وهي ليلة تختص بالكثير من جلائل الفضائل وعظائم المنح . وقد نوه بها الحق سبحانه وتعالى في سورة بأكملها ، سماها سورة القدر . يقول تعالى :
” إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر . ”
فحسب البيضاوي في تفسيره ، أن المنزل في هذه الليلة المباركة هو القرآن الكريم ، وقد عبر عنه بضمير الغيبة من غير تقدم ذكر صريح له .. تنويها بأن القرآن غائب شاهد ، ومضمر ظاهر فيستوي ذكره وإضماره ، لأنه كل شيء في حياة الإسلام والمسلمين ، بحيث لا يغيب عن الخاطر شهوده ، ولا تشهد النفس في إسلامها سواه ، فنباهته واشتهار أمره يغنيانه عن التصريح والإظهار .. وقد زاده الله تعظيما وتفخيما بإسناد إنزاله إلى ذاته القدسية التي عبر عنها ب “نا ” الدالة على الكبرياء والعظمة ، كما زاده مرة ثالثة إجلالا وإكبارا بتعظيم الوقت الذي فيه نزل وبه ظهر بقوله تعالى ” وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر ” .
وعن هذه الليلة المباركة ، يقول شاعر الملحون الشيخ ادريس بن علي السناني :
الله أكبر      الكون البس حلات باهـــــــــرة              شافوه بساير الابصـــار
مزان لليلة البشاير ليلة الاسرار
الله أكبر      كل ذرة في الكون اتبان ضاهرة             في السماوات كما امناير

                            كترتي ليلة القدر إجلال وتقدار
الله أكبر      لملايــك جملة لا امفايـــــــــرة              جمعهم إيبات يتكاثــــــر

                            والروح امعاهم والآية صحت الاخبار
الله أكبر      من ظهــر لنا كـل غايــــــــرة               واللي خافي وكل ظاهر
الله أكبر      آش يوصف شاعر في اسرار باهرة        ولا حتى ميات شاعـــر
والألوف من الدهات اسياتل الاشعار
ويقول شاعر الملحون مولاي اسماعيل العلوي سلسولي :
رمضان معظم .. فيه نازل قرآن على شفيعنا .. الهاشمي بو القاسم
عليه صلا مداومة من جانا مرسول .. بالدين إعلم .. دين لهدى والرسالة مبينا
فالمعجزات إلى تخمم .. ترجع مومن يا السامع صغاني فالقول .. مكتوب مزمم
الصيام فكتاب القرآن بالثنا .. على المومن حين يقدم .. اشهر رمضان فيه يعبد
رب المسؤول …
لذلك ، فالعمل الصالح في ليلة القدر خير من العمل في ألف شهر بلا ليلة قدر . والعمل الصالح فيها بلا حدود ولا قيود ، حتى لو كان صلاة العشاء بنية إحيائها كان لصاحبها حظه منها على قدر هذه الصلاة .
قال إمامنا مالك في الموطـأ : ” بلغني أن سعيد بن المسيب كان يقول : من شهد العشاء من ليلة القدر ، فقد أخذ بحظه منها ” . وقال مجاهد : ” عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر .
وقد ذكر لهذه الليلة أوجه من الفضائل في مقدمتها خيرية العمل الصالح فيها كما سلف الذكر . إضافة إلى الحسنات ، ثم إنها سلام من أول مغربها إلى مطلع فجرها ، ففيها لا يقدر الله تعالى إلا الخير والسلامة لبني الإنسان . وعلى العموم ، ففضائلها متعددة يمكن إجمالها في الفضائل التالية :
ـ أن الله تعالى أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة .
ـ ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله تعالى : ” وما أدراك ما ليلة القدر ”
ـ أنها خير من ألف شهر
ـ أن الملائكة تتنزل فيها ، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة .
ـ أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل
ـ أن الله تعالى أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة .
يقول المرحوم مولاي اسماعيل العلوي :
سبحان الدايم .. ليه سطوة والملك لعزيز ودنا .. بليلة القدر خير وعظم .. من ألف شهر          في كتاب القرآن نزول لملاك تسلم .. مع الروح بامر لجليل ربنا .. مطلع الفجر فيه تفخم
هاد الليلة مباركة فالعالم تصول ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض