
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 18
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
علمنا من خلال ما سبق أن مدينة أسفي، مدينة وطنية، فكانت بذلك ملتقى العديد من رجالات الحركة الوطنية المغربية والسلفية، كأبي شعيب الدكالي والفقيه محمد علي الريفي العروسي الملقب ب: بولحية، والفقيه محمد غازي ومحمد اليزيدي والفقيه إدريس الكتاني والزعيم الأستاذ علال الفاسي.. فكان بيت البوعنانين مفتوحا على مصراعيه لكل هؤلاء وغيرهم ممن كانوا يقصدون مدينة أسفي للتشاور والتزاور، وتبادل الفكر والرأي والتداول في كل ما يهم الوطن.
وفي هذه الأجواء المفعمة بالوطنية الحقة، تفتحت مدارك السي أحمد البوعناني، إلى جانب تكوينه العلمي، حيث تلقى معارفه على يد علماء المدينة كالفقيه ادريس بناصر ومولاي عبد السلام بلحاج والفقيه المستاري…
والفقيه الريفي والفقيه محمد بن أحمد الكانوني والفقيه الحسن واعزيز والفقيه محمد غازي، والفقيه الحاج علي الدرقاوي..
كان الأستاذ أحمد البوعناني متحمسا لعمله في مجال التدريس، معتزا بدينه ووطنه، صادقا في أقواله وأفعاله.. مناضلا لا تلومه في الله لومة لائم.. إذ هكذا تكون همة الرجال.. وعلى الرغم من الاعتقال التعسفي الذي تعرض له مند 1950، والعقوبة السجنية التي حكم بها عليه الاستعمار الفرنسي، لم يكن ذلك ليثني عزيمة الرجل، وبقي صامدا مناضلا من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، ورد الشرف المسلوب والكرامة المهدورة.. والحقيقة أن وفاته سنة 2003، خلفت حزنا عميقا لدى أصدقائه ومحبيه و أهله و تلامذته، نظرا لما كان يتمتع به من أخلاق طيبة وطباع هادئة، وشهامة قل نظيرها.