
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 30
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
الفقيه محمد هشكار :
يعود أصل هذا العالم الجليل إلى “الصعادلة” وهي منطقة قريبة من أسفي بحوالي ستة عشر كيلومترا.. كان الفقيه محمد بن الحاج الحسين هشكار، والد صديقي الفاضلين الأستاذ الدكتور محسن هشكارو زكرياء الأستاذ الباحث بالكلية متعددة التخصصات بأسفي، وهما معا من أطيب خلق الله.
كان الفقيه صاحب مبدأ، يتمتع بأخلاق إسلامية فاضلة عالية المستوى، متواضع لدرجة كبيرة، هادئ الطبع، قوي في ثقافته، متزن ومتمكن من علمه وثقافته.. صادق مع ذاته، يكره الغرور والغطرسة، عفيف النفس واليد.. إضافة إلى ما سبق، حفظ القرآن الكريم، كما حفظ مختصر خليا وعلم الآجرومية ورسالة ابن أبي زيد.
كما كان رحمه الله عالما عصاميا، محبا وعاشقا للقراءة ومطالعة الكتب النفيسة، إذ كانت له خزانة للكتب ضاع الكثير منها، ولم يبق منها إلا النزر اليسير، يحتفظ بها ابنه الأستاذ محسن. وعلى الرغم مما كان للرجل من مكانة علمية وازنة فقد كان رقما مجهولا عند الكثيرين في مدينتنا لأسباب كثيرة قد يرجع بعضها إلى عزوف الرجل عن حب الظهور وتقززه من الأضواء، كما يمكن رد بعضها الآخر إلى تقصير مثقفينا وشحهم وعدم تقديرهم للأعمال الجليلة التي ما تزال بصماتها ضمن ما خطته يمينه رحمه الله من علوم ومعارف.
لقد كان الفقيه محمد هشكار من رجالات أسفي الذين نحتوا طريق العلم بعصاميتهم وإخلاصهم وتفانيهم في خدمة البلاد والعباد. توفي رحمه الله في شهر يناير عام 1993 حيث ووري الثرى بمقبرة طريق سيدي عبد الرحمان.