أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون المغربي – الحلقة الرابعة
إعداد : د. منير البصكري
أسفي
إن الشعر الملحون، لم يكن دائما مرتبطا بالغرام، فهناك الشعراء من كان لهم إلمام بالكتابة والقراءة على حد قول سيدي عبد القادر العلمي.
عرفت الدين و قريت بفكري شي مواهب
و تركت مجالس اللهو و جلست مع أهل الصــواب
بين البلديـــــــــــــــين لا ذلت النـــال بقلـب راغب
و نشوف الى يلذ لي في العشرة و نترك لعتاب
بلا تونيـــــــــــــــــن قالوا من قبل في الــمـواهب
أترك من لا يساعدك و لو كان ولي من القطاب …
بل منهم من أتيح له أن ينهل من العلم و يحث أيضا على طلبه كقول الشيخ ابن سليمان.
به تدركوا لمزيا اقراؤا العلم اصغار
الراديو مولاه صانعة بالعلم للخبار
زد اجتهد و اقرا ..
ويقول سيدي عبد القادر العلمي:
سال و سقصي أهل المعاني و التفضيل ينبيوك بالخبار يا من هو سايل
كما يقول الشيخ ابن اصغير منوها باهل العلم :
و الرضا و الرضوان لهل العلم لمجاد امنورين القلوب هل الدين بالرشد .
لقد اعتمد شعراء الملحون في ثقافتهم الإسلامية أولا على القرآن الكريم الذي بهر الجميع بأسلوبه الفني المعجز، و قيمه الفكرية و التشريعية السامية . فهو عنصر أساسي في الثقافة الإسلامية، نوه به هؤلاء الشعراء و أوردوا مضامينه في غير قليل من قصائدهم، بما أمد ها من روح جديدة، و بما أضفاه عليها من زينة . يقول مولاي الشاد :
ما حد كتاب الله فالصدور لا نبكيوا اعلاه
و يقول سيدي الأخضر :
فضل كتاب الله عندي يكفيني قوتي و عدتي
نهزم به القوم وحدي نفسي و شيطان العدا
و مثل هذا الكلام يتناسب مع قوله تعالى :” إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لايومنون بالآخرة حجابا مستورا” أو قوله عز و جل : “و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمومنين ” .