
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 44
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
الأستاذ عبد الرزاق شيبوب، أحد الوجوه الرياضية البارزة، خاصة في مجال الكرة المستطيلة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي .. والده هو السي عبد القادر شيبوب، كان أيضا أحد كبار لاعبي فريق اليوساس بأسفي ( الاتحاد الرياضي لأسفي ) كمدافع صلب لا يشق له غبار .. كان رحمه الله جوهرة كرة القدم .. لعب أيضا ظهير أوسط لامع ، أنيق في لعبه، بارع في هجومه ، حيث كان يشكل إلى جانب اللاعبين الحكيم وزنطار ثلاثيا مستميتا ومتميزا . كان بعض عشاق كرة القدم بأسفي يطلقون عليه (الأسطورة) وهي نفس الاستماتة والروح والتميز الذي حظي به ابنه مترجمنا الأستاذ عيد الرزاق شيبوب .
فقد كان يمتع بلياقة بدنية استثنائية ، أهلته ليكون لاعبا متميزا، وهو أمر مطلوب في لعية الكرة المستطيلة.
ونظرا لتميزه وظهور موهبته ، تمكن من نيل مركز رسمي داخل تشكيلة الفريق الوطني للركبي ، فأبان عن كعب عال ومهارة فائقة وممارسة متألقة جعلته مثالا للاعب المربي المثقف ، لما عرف عنه من ثقافة عالية المستوى ، وبعد تربوي متميز.
ولد السي عبد الرزاق شيبوب بأسفي عام 1941 .. ينتسب لعائلة جمعت بين العلم والرياضة .. عمل في بداية مساره أستاذا لمادة الرياضة البدنية بأسفي وبالضبط بثانوية الهداية الإسلامية، ثم بعد ذلك انتقل إلى مدينة الرباط لينضم إلى فريق سطاد الرباطي للكرة المستطيلة كلاعب شد إليه أنظار المحبين والمعجبين والعاشقين للكرة المستطيلة، حيث كان السي شيبوب لا عبا متألقا يجمع بين الأخلاق الحسنة والممارسة الرياضية النظيفة .
من أبرز ما يتمتع به الأستاذ شيبوب من صفات، الاعتداد بالنفس، الاستقامة، الأمانة والوفاء والكرم والطيبة والذكاء والمروءة .. يعشق الموسيقى والشعر ، كما يعشق جمال الطبيعة.
إن عملية تحليل أية شخصية يكون عن طريق القرب منها ومحاولة التعايش معها لمعرفة نمط تفكيرها وأسلوب تعاملها مع الواقع ومدى تقبلها للمستجدات والتطورات الحاصلة في محيطها والعالم الخارجي .. وهذا ما استطعت أن أتوصل إليه من خلال العمل مع السي شيبوب كمدير لثانوية الليمون بالرباط في أواسط تسعينيات القرن الماضي .. فعرفته إداريا محنكا، يتمتع بتجربة قوية في التدبير التربوي والإداري .. وهذا لم يأته من فراغ، وإنما كان نتيجة كفاءة وخبرة جعلتا منه شخصية فاعلة ومتفاعلة .. مما أكسبه جاذبية جلبت إليه الكثير من التقدير والاحترام.