
أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون المغربي – الحلقة الخامسة
إعداد : د. منير البصكري
أسفي
إن للقرآن مكانة عظيمة في النفوس . و لا شك أن شعراء الملحون نهلوا من فيضه واغترفوا من معينه الذي لا ينضب، و استلهموا معانيه و جسدوها في شعرهم ، و ذلك من خلال اطلاعهم على غير قليل من سوره و آياته على حد ما نجد مثلا في قصيدة الصبي الذي تشفع في والديه بالقرآن العظيم،لسيدي قاسم أبي عسرية البويفي ..ففيها حديث عن فضل القرآن العظيم و أوصاف مهولة للجحيم ، و كذا وصف آخر جميل للجنة، ختمها الشاعر بقوله :
قال له أذاك الصبي على حق القرآن سير بهم باثنان
عفيث على امك و ابوك و خرجتهم من جهنم
هذي قصة الصبي باصحاب المعاني اللحافظ القرآن
هذا قـليل في حـق الـقرآن العـظـيـــــــــــــــــم
وقد دلت غير قليل من الآيات القرآنية على مثل هذا الأمر . يقول تعالى في سورة “المزمل” “فاقرأوا ما تيسرمن القرآن”
ويقول : ” بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ “. وفي سورة فصلت ، يقول عز شأنه : ” كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون” .
كما يقول تعالى في سورة يونس :” وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ..” . ولم يكتف شعراء الملحون بالقرآن الكريم ، بل امتد اطلاعهم أيضا على الحديث النبوي الشريف ، على حد ما نجد عند الفقيه لعميري إذ يقول :
أو فالحديث القابض دينه فكل الأحوال كالقابض جمرة يا من صغى لي وقول الحاج محمد النجـــــــــــــــار :
من لا يمجد المصطفى قوله افجـــــور أخيار ما خلق الجليل
فالكون ما يلو امثيــــــــــــــــــــــــــــل جاب الحديث والتنزيل
ويستفاد من قصيدة الشيخ سيدي محمد الدبـــــــاغ أنه كان على اطلاع بالقرآن والحديث :يقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول :
معميين الفؤاد والبصـــــــــــر
ما سمعوا قول الكريم ولا الحديث نذيره
وعليهم تسلط الفقر
نتوسل لك ياعظيم بالقرآن وتفسيره
تغفر لي والكل من احضـــــــر