
أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون المغربي – الثامنة
إعداد : د. منير البصكري
أسفي
في القرآن نجد صفات إلهية كثيرة في مثل قوله تعالى( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة ، هو الرحمان الرحيم هو الله الذي لا إله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ، سبحان الله عما يشركون . هو الله الخالق البارئ المصور ، له الأسماء الحسنى .
و هكذا ، نجد أن شعراء الملحون قد استهدوا بالقرآن الكريم، و استمدوا منه هذه الصفات عندما تطرقوا الى الذات الالهية و صفاتها. و قد يتفاوت الشعراء في تناولهم لهذه الصفات تبعا للمواقف التي تملي عليهم التشبث ببعضها دون غيرها. فشاعر مثل الشيخ محمد الرباطي يسوق لنا بعض هذه الصفات في قوله :
رب احليم حنين رحيم ما ايحافي بضلالا
بر موجود عظيم عطيف دايم قديم وستار
ويقول الحاج الصديق :
بسم الكريم رب سبحان خالق الارواح أخالق الداج و الصباح
باعث وارث جمع الاشيا يلمحني ليس نلمح
قدوس العز ذا الجلال المتعالي خالق الصباح من لا وصفه الماح
حي أبلا روح بحر صمد يا مر بديام و استبح
و يضيف الشيخ الميلودي قائلا :
مول الملك الواحد الغني سلطاني معلوم بالعطا و ناليه النادي
أقديم الصرخا أكريم ما ينساني ود لعباد بالمبرور المهتادي
و هو سبحانه عند الشيخ محمد بن علي المسفيوي :
الواحد الاوحيد البر الاحادي من فيه درت ظني و اكمال ارجيا
ويقول الشيخ بلحسن :
حاضر ناضر ساطع أوجيب دايم من قصد ما يخيب
فهذه الصفات مستمدة في جملتها من القرآن الكريم بطريق مباشر أو غير مباشر .. و هي جميعا توجب الاعتقاد بوجود الله و وحدانيته .. و الى ما سبق يضيف الشيخ محمد بن علي المسفيوي في قصيدته الهلالية:
لا اله الا الله
دو المجد جبار على الا شيا قادر
الحكيم غفار عالم السراير
العظيم قهار للعباد قاهر
ماتراه الابصار الخبير باصر .
يتبع
….