أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون المغربي – الحلقة العاشرة
إعداد : د. منير البصكري – أسفي
ومما يكشف عن مدى الثراء والغنى الذي أفاده شعراء الملحون من صلتهم بالثقافة الإسلامية ذلكم الجدل أو الخلاف الذي نشب بين الشيخ أحمد الغرابلي وبين أحد معاصريه من الشعراء يسمى التركماني حول ” الإيمان ” و”الشهادة ” ، هل لا بد من جمعهما قولا وعملا عند المسلم حتى يكون فعلا مسلما ، أم أن الشهادة وحدها كافية وتغني عما سواها . ومثل هذا الخلاف شغل الناس كثيرا في ذلك الإبان في فاس ومراكش خاصة ، وقيل إن مجلس العلماء في الدولة لذلك العصر دعي بأمر من السلطان إلى فظ هذا الجدل العقدي ووضع حد له .
يقول الشيخ التركماني متوجها إلى الشيخ الغرابلي في هذا الصدد :
يا الداعي شهد والشهادا بالله والرسول تكفي واكفات وكافية وخير
في الدنيا والاخرة أكثــــــــــر
والمومن نيتو أفضل من أعمالــــــــــــه
لكن الغرابلي لا يتساهل في هذا الموضوع ، ويرد على غريمه بعنف ، مبرزا أن للشهادة شروطا إذا توفرت ، صحت ، وإذا لم تتوفر ، بطلت ، كأداء الفروض.يقول الحاج الغرابلي :
أمر فرضه ربي شد فيه وتبغي تسهالـــــــه الشهادة لها كم اشروط لا ريب امعهــــــا
العمل أصله النية ومن اطلب شي ينعطى له خاب من لا اخبر فشريعته وحقق معناها جيب ما يوجب في حق الجليل صفات اكماله أو ما يجوز أو ما يستبا ح كيف نبأنا طــه
في الصلا والصوم اطهلا وقوم دينك وكـــمـــاله ورد نفسك عن افعال الفحش قبل تغرق فخطاها الشهادا مفتاح الدين والفرايض اكمــــــــاله من ابتدا الاشيا دون اكمال سارحجةفبداها
كل من فرط فالدين القويم يوم ايجي أجالــه عــليه ايخاف إذا يحتاج للشهادا ينساهــــا جل واسأل من اترك الزكا ولا زكى مالـه عاش فحرام أو شهادته كفاتو معناهــــــا
جل و سأل من اترك الصلا وشروط كمالو كان يتعاقب أو شهادته كفاتو ومعنــاهــــا
ويستتبع مثل هدا الجدل الفقهي ، الايمــــان بالرسل .. وحديث شعـــــراء الملحــــــون عن
جل واسأل من اترك الصيام وشروط اكماله كان يتعاقب أو شهادته الأنبياء والرسل ، يفيد أن لهم اطلاعا كبيرا بهم ، على حد ما تدل عليه هذه الأبيات للشيخ بنيوسف :
ياللي برحمتك يعقوب نال رغبه والمقصود
حين جمعت له شمله بيوسف ولا فرحان
ياللي كشف اضرار أيوب بعد ما كان فلنكود
يا اغفير الذنب لداود جود عنا بالغفران
ياللي نجى ابراهيم من نار النمرود
يامن لا يخلف وعد ويعفو بعد العصيان .
