
أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون المغربي – الحلقة السادسة عشر
إعداد : د. منير البصكري – أسفي
إن مثل هذا التصور الإسلامي للجهاد ، يربطه بهدف معين ، ويجعله عقدا بين المسلم وربه ، يبيع المسلم بمقتضاه نفسه وماله في سبيل الله ، وثمن ذلك إنما هو الجنة .. “إن الله اشترى من المومنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة .. ” فكيف استلهم شعراء الملحون روح الجهاد ومبادئه في مخاطبة جمهورهم ؟
نتبين ذلك من خلال دعوتهم إلى الجهاد كواجب ديني لا بد أن يستوفيه المرء . يقول الشيخ ابن علي ولد أرزين :
سبحان من افرض علينا الجهاد فرض واجب وخير كل موت في الجهاد
وكل خير يغنم في المبدا والآخر بالجهاد يتفوق الاسلام على النصارى
فازوا هل الجهاد واهوان كل صعب وفي غزوة خيبر فازوا ناس الجهاد لكرام
ومثل هذه الدعوة نجدها عند الشيخ هاشم السعداني في مثل قوله :
ما ابقى إلا العزأيا جميع لاســـــــلام شمروا للجهـــاد ايعمكم حــــرم
كل من مات على عز الاسلام يرحام تبعاه الحور تخطف فكل صــدام
من عمل محسوب ولقى كيوس لحمام عاش عيش الابـــد فطيب كل نعم…
وقد تولى غير قليل من شعراء الملحون مهمة الجهاد والدعوة إليه ، والتحريض عليه في ظل ظروف التهديد الاستعماري المتواصل .. يقول الشاعر السعداني :
يا سنيد الاولين لعباد لسنـــدا يا مدبر حال الالو خبير لنداد
فرج علينا من غلب اللئام لعدا وأيد السلام والهم العز الجهاد
لقلوب اضعاف وكسبتهم بردا ولا نظرنا فهموم بعز دين لجداد…
يتبع ….