
أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون المغربي – الحلقة السابعة عشر
إعداد : د. منير البصكري – أسفي
ومهما كانت دعوة هؤلاء الشعراء إلى الجهاد ، فإنهم لم ينسوا التوجيهات الدينية ـ كما جاءت في القرآن والحديث ـ المتعلقة بالرفق والرأفة والرحمة .. وفي هذا المعنى يقول الحاج الصديق وهو يدعو إلى التسامح :
كولوا اللامت يكفي امن الجحاد سامحوا ألطفوا مولانا سماح
عطفوا يا لمــــــــــــــــــــــــــــــــــلاح
من سلم يسلم را حاله يسكــــاد يفتح ابصيرته مولاي الفتاح
ويطول بنا المجال لو أننا تتبعنا أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون .. ففي كثير من القصائد ، نجد كما هائلا من الموضوعات التي تتضمن هذا الأثر . ويكفي الاقتصار على الأبيات التالية للشاعر بنيوسف التي تضمنت أثر الثقافة الإسلامية في كل تجلياتها وأبعادها .. يقول :
أفعالنا واخطانا لقباح مع الريا فالاعمــــــــــال
هم اسباب الذل وما نزل بنا من اضـــــــــــــار
هجرنا القرآن والاحاديث والصلا ساءت لاحوال
وكداك الصوم مع الزكا ة اتركنهم بالجهـــــــــــار
وجهرنا بالزنا والخمر ولكدوب واعمال أرذال
ونقص الكيل مع البهتان ولا اتفكرنا لحفــــــــــار
وكذلك الزور وسب الوالدين من اصغار وكبـــــار
وعقنا الوالدين وقطعنا الرحم اجهـــــــــــــــــالا
والحجاب ترتفعمن السما وعمات لابصـــــــــــار
وحللنا الحرام كما امشا هد نه فالحـــــــــــــــــــال
ارتفع لحيا و لاخلاق الفضيلا من الاســــــــــــــلام
ولا ابقى إلا المسخ واهتك الشريعا يا لخــــــــــــــوان
واتفاحشات الرشوة والطمع واكل اموال اليتـــــــــام
والقلوب نطمست واعمات لبصاير بالبيـــــــــــــــان